حالة الدفاع المستميت التي شهدتها المحكمة للدفاع عن المعلم مجدي الشاعر، الذي ألتقطته كاميرا جوال مختبئة، وهو ينهال بالضرب بالمسطرة على أيادي ورؤوس وأعناق وظهور أطفال في مرحلة الحضانة، هي حالة تكشف إلى أي مدى وصل الإنسان العربي في دفاعه عن الباطل، مشكلاً بذلك تناقضاً محيراً بين الأقوال والأفعال!
أولياء أمور الأطفال، كانوا يصرخون أمام كاميرات التلفزيون، واحداً وراء واحدة:
- إحنا اللي عاوزينه يضربهم.
- مين اللي قال إنه كان بيضربهم، ده بيربيهم.
- ده هوَ رمز من رموز الأخلاء والفضيلة.
- ياااه. دحنا لما كنا أدّهم، إضّربنا ضرب ما حدش إضّربه.
إن جرائم مجدي الشاعر التي إقترفها في حق هؤلاء الأبرياء، وردود فعل آباء وأمهات الأطفال الذين اُرتكِبتْ في حقهم تلك الجريمة، ستكون مؤشراً على أن الإنسان العربي لا يزال يعيش في مأزق نفسي كبير. وهذا المأزق لا شك سيهدد شرعية وجوده في عالم تحكمه قوانين حقوقية، وحقوق قانونية.
إذاً، فمطالبة الشعب بإسقاط النظام السياسي، لا تكفي. يجب أيضاً، إسقاط الأنظمة السلوكية التي خربت مجتمعاتنا العربية، وجعلتها تتحول إلى مجتمعات لا تعرف من أين هي قادمة، وإلى أين هي متجهة. مجتمعات تتعاطف داخلياً مع الإرهابيين، ويقودها أصحاب الأصوات العالية!