إن التاريخ البشري، والإسلامي، حفظ لنا سير رجال عظماء، وتراجم قادة أفذاذ وفقهم الله إلى القيام بأعمال جليلة، وإنجاز منجزات عظيمة، خدموا بها البشرية بعامة، وأممهم بصفة خاصة.
ومن هؤلاء الرجال القادة: الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل الذي وحّد شبه الجزيرة العربية، ولمَّ شعث أمة، وأقام في بلاد الحرمين الشريفين دولة عظيمة على هدى الإسلام، ونور من الشريعة.
وعلى درب هؤلاء القادة العظام يسير الملك الصالح المصلح خادم الحرمين الشريفين عبد الله بن عبد العزيز آل سعود الذي تجلت عبقريته القيادية، وشخصيته الإسلامية والإنسانية منذ نعومة أظفاره، ومن خلال المناصب القيادية التي تولاها إلى أن تقلَّد مقاليد الحكم، وتسنم ذروة القيادة في المملكة منذ ستة أعوام.
وقد بارك الله تعالى في وقت هذا الرجل الإنسان، ووفقه إلى القيام بأعمال عظيمة، وإنجازات جليلة في مدة وجيزة.
ومع كثرة هذه الأعمال وتعدد هذه المنجزات فإنها تتسم بالعبقرية، والضخامة، والشمولية وكونها ذات آثار واسعة ممتدة إلى عقود مما يستقبل من الزمان، مما يدل على أن هذا الملك الإنسان يحمل بين جوانحه نفساً عظيمة، وهمة عالية، وعزيمة ماضية، فهو لا ينظر إلا إلى جليل الأعمال، وعظيم المنجزات، وكبير المشروعات:
وإذا كانت النفوس كبارا
تعبت في مرادها الأجساد
ففي المجال الاقتصادي نجد إنشاء المدن الصناعية والاقتصادية بمئات المليارات، في أرجاء المملكة، وفي المجال الصحي نرى تشييد المدن الصحية، وكبريات المستشفيات وتوفير أحدث المعدات والأجهزة الطبية، والكوادر المتخصصة، وفي ميدان التعليم وصل الأمر في ست سنوات إلى ما لم يصل إليه في عقود، فمن سبع جامعات في المملكة كلها، إلى اثنتين وعشرين جامعة مبثوثة في كل مناطق المملكة، ومن بضعة آلاف من المبتعثين إلى ما يزيد على مائة وعشرين ألف مبتعث ومبتعثة.
وكان آخر هذه المنجزات العظيمة جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن التي تُعد من أعظم المعالم الحضارية، والعلمية المختصة بتعليم المرأة في العالم، إضافة إلى الجامعة العالمية، جامعة الملك عبد الله.
ومن ذلك: إنشاء وزارة مختصة بالإسكان، بميزانية تبلغ مائتين وخمسين ملياراً، وهي ميزانية تعادل ميزانية كثير من الدول، لتطوير الإسكان وتوفير السكن للمواطنين، مما يصب في مصلحة المواطن ورفاهيته.
ويأتي في مقدمة اهتماماته - حفظه الله - وأولى أولوياته العناية بالحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، فقد شهد العالم كله ما وصلت إليه المشاعر المقدسة من تطوير عظيم، وتغيير في البنية التحتية تغييراً جذرياً، ويأتي في مقدمة ذلك: إنشاء جسر الجمرات الذي يُعد من المعالم الحضارية، والمفاخر الإسلامية، وكذلك وضع البنية التحتية لقطار المشاعر، والعمل على ربط المدينة المنورة، ومكة المكرمة، وجدة، بأحدث ما توصل إليه العلم في مجال السكك الحديدية، والنقل بالقطارات، إضافة إلى التوسعة الضخمة التي تجري في الحرم الشريف.
ومن أعظم الخطوات الجريئة التي أقدم عليها هذا الملك الفذ في مجال الإصلاح، إنشاء هيئة لمكافحة الفساد، والضرب على يد المفسدين وهي من أعظم الخطوات الإصلاحية، لأنه لا يمكن للإصلاح والتقدم أن يبلغ مداه إذا كان هناك من يعرقله، ويفسده، لأن الهدم أسهل بكثير من البناء.
إلى غير ذلك من الأعمال العظيمة التي أنجزها هذا الرجل العبقري في مدة وجيزة، وكل واحد من تلكم الأعمال يحتاج تفصيل المقال فيه إلى مؤلفات، وليس إلى مقالات، ولكن الغرض هو التذكير والإشارة شكراً وعرفاناً وتقديراً لهذا القائد الفذ، والملك الإنسان المحبوب، في مناسبة الذكرى السادسة لمبايعته - حفظه الله ورعاه - وأمد في عمره، وأسبغ عليه ثوب الصحة والعافية، وشد أزره بعضده الأيمن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد، وسمو النائب الثاني الأمير نايف بن عبد العزيز كما نسأله تعالى أن يحفظ لهذه الأمة أمنها واستقرارها، وتقدمها وازدهارها.
* وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد للشؤون الإدارية والفنية