بدأ الدكتور جميل الجشي كتابة ذكرياته مع الدكتور غازي القصيبي بعد حوالي ستة أشهر من وفاته رحمه الله وقد أصدرها مؤخراً عبر كتاب (الدكتورغازي القصيبي 30 عاما من الذكريات) وفاء لغازي وهو يتضمن سجل ذكريات وأعمال الرجل الإنسان غازي القصيبي -رحمه الله-.
وأشار الدكتور الجشي إلى فسلفة القصيبي في العمل بوزارة الصحة وقال: كان يعتبر أن كل جهد تقوم به أي جهة حكومية أو أي مؤسسة أو شركة في القطاع الخاص يزيح عن الوزارة بعضا من حملها ويساعدها على تحقيق أهدافها لتقديم العلاج اللازم للمواطن والمقيم.
وأورد الدكتور الجشي بعض الطرائف أثناء عمله مع الدكتور القصيبي وقال: أثناء تفقد المراكز الصحية في المشاعر المقدسة في حج عام 1403هـ أصبت بألم في القدم نتيجة المشي بحذاء خشن، وعند المغادرة تسلمت رسالة شخصية من الدكتور غازي على ورق غير رسمي وبخط يده يقدم فيها الشكر والتقدير على الجهود المخلصة وأرفق معها وصفة طبية تناولت التفاصيل المعتادة عن المريض ثم تشخيص المرض وتورم في الرجلين، ضيق في التنفس، بوادر إرهاق حراري ثم العلاج لبس الزنوبة فوراً.
قضاء أسبوعين في هاواي والابتعاد عن أي مستشفى لمدة ثلاثة أسابيع ثم توقيع الطبيب (زميل كلية البؤساء في منى).
وقد كان الدكتور غازي يوجه ملاحظات على الأشعار التي يكتبها جميل الجشي.. وقد كتب له يقول:
أنت تعرف أن الوزارة لا يمكن أن تتحمل مشاعري فإما أن تكف عن قول الشعر (وأني ألاحظ تحسناً في المستوى) وإما....!
) كان الدكتور غازي القصيبي يكتب في المجلة العربية ويتناول في كل مرة كتاباً من الكتب التي تصل إليه ولم تخل تلك المقالات من مداعبة هنا أو ملاحظة هناك.. وقال الدكتور الجشي أهديته نسخة من مؤلف صغير لي بعنوان بين الشوطين فكتب حوله مقالاً بعنوان (الرد الموجز القصير على تعليقات أبي سمير) وكان يورد ما قلته حول أحد الأبيات ثم يعلق عليه بأسلوبه اللطيف ومن ذلك قوله: إذا كان أبو سمير لم ير وقد جاوز الخمسين عيوناً تقتل فهذا من ضعف نظره أو حسن حظه أو سوئه..!
) وفي خاتمة الكتاب قال المؤلف: أود أن أسجل في عجالة كلمة قصيرة حول مواقف غازي الإنسانية.. وفزعته وجهوده الخيرية والإنسانية لم يكن يميز بين مواطن وآخر.. فهو يقدم خدمته للجميع كان حب جميع الناس له بقدر محبته لجميع الناس ولعل هذا ما أشار إليه الشاعر جاسم الصحيح:
إيه (أبا يارا) ومثلك لم يمت
بطل توزع في مشاعر شعبه