|
الجزيرة - خالد العيادة
تعليم بالتقسيط، شهر عسل بالتقسيط، سياحة بالتقسيط، خدمات جديدة تقدمها بعض مكاتب السياحة، شهدت إقبالاً كثيفاً في الفترة الأخيرة، قد تبدو الأولى منطقية كون التعليم ضرورة من ضروريات العصر وهو جسر العبور نحو فرصة عمل تحقق لصاحبها عيشاً كريماً فيما بعد مرحلة انقضاء فترة الدين، لكن الثانية والثالثة تبدو عكس ذلك باعتبارها من الكماليات التي يمكن الاستغناء عنها في حال عدم توافر المقدرة المادية، «الجزيرة» رصدت تبايناً في الآراء ما بين مؤيد ومعارض.
عبدالله أبو فهد موظف حكومي يقول: الدين مشكلة ويشكل عبئاً نفسياً وبالنسبة لي لا ألجأ إليه إلا مضطراً وإلى الآن الحمد لله لم يحدث ذلك لكن قد يختلف الأمر بالنسبة للبعض الآخر وفقاً لمدى احتياجاته فهو أمر نسبي. وبسؤاله عن أي من المجالات الثلاثة يبدو الدين فيها منطقيا يجيب أبو فهد: قد يكون التعليم هو الأقرب للمنطقية مع ملاحظة أن المجتمع قد يلعب دوراً رئيسياً فيما يخص السياحة وشهر العسل كأن ترغب العروس في قضاء شهر العسل خارج المملكة أسوة بصديقاتها على سبيل المثال ومع ظروف الزوج التي قد تكون غير جيدة قد يلجأ إلى التقسيط تلبية لرغبة العروس وكذلك الأمر بالنسبة للسياحة، وللأسف هذا خطأ طبعاً. ماجد الجزيري موظف، يقول لـ»الجزيرة»: إذا كان الشخص يملك القدرة على التسديد فلا يوجد مشكلة مضيفاً أنا على سبيل المثال دخلي الشهري جيد وإذا حلت الإجازة الصيفية وليس لدي سيولة كافية فمن الممكن أن ألجأ للتقسيط ومن ثم أقوم بالتسديد فيما بعد وأضاف: بالنسبة للثلاثة مجالات لا أرى مشكلة في الدين طالما كانت القدرة على التسديد متوفرة. من جانبها تقول المواطنة أريج عبدالله موظفة في القطاع الخاص: إذا كانت الظروف المادية لا تسمح فلا بد من ترتيب للأولويات بحيث يأتي في المقدمة الأهم يليه المهم ولا يوجد مشكلة في اللجوء إلى التقسيط إذا كنت أمتلك القدرة على السداد وفيما يخص ترتيب الأولويات في المجالات الثلاثة تقول أريج: بالنسبة لي التعليم يأتي في المقدمة وأستطيع الاستغناء عن باقي الأشياء إذا كنت لا أستطيع السداد فهي أشياء كمالية تستنزف المال مقابل سعادة مؤقتة يعقبها كابوس اسمه الدين.
المهندس سعيد راضي صاحب أحد مكاتب السياحة في الرياض التي تقدم هذه الخدمات يقول: يواجه معظم الشباب حديثي الزواج اليوم مشكلة في قضاء شهر العسل نظراً لارتفاع التكاليف، وكذلك الأمر بالنسبة للسياحة الخارجية ومن هنا بدأنا تنفيذ هذه الفكرة الجديدة على السوق السعودي وهي تقسيط هذه الخدمات ثم ألحقناها بفكرة الدراسة في الخارج.
ويضيف المهندس راضي: بدأنا تعاملنا مع أحد البنوك حيث إنهم يقسطون للراغبين في السياحة ونحن بدورنا ننفذ برنامج كاش، بمعنى أن البنك هو الذي يتعامل مع العميل وهو الذي يقوم بتمويل المبلغ ونحن وسطاء فقط، لأننا نقدم خدمة للعميل وهي مثل تقسيط السيارات، والأثاث وهناك مثلاً تقسيط عقار، ونصمم نحن برنامج السياحة الذي يشمل التذاكر وأجور الفندقة مع السيارة ونقوم بحساب إجمالي التكلفة للسائح، وأوضح نتعامل أيضا مع شركات تقسيط مصرح بها ولها نظامها ولوائحها في السوق، وبالنسبة للمرابحة فتختلف حسب العميل وحسب ما تراه الشركة وحسب الراتب وحسب مدة التقسيط. وبيّن المهندس راضي أن الشركات المقسطة تشترط وجود كفيل، أما البنوك التي نتعامل معها فإنها لا تشترط ذلك.
وأضاف قائلا: حسب علمي لا يوجد دفعة مقدمة والتقسيط ميسّر، وهناك تعامل خاص لمن يأتي عن طريق جمعية إنسان.
مشيراً إلى أن هناك تعاوناً قائماً بينهم وبين الفنادق، وهناك تعامل مباشر وتعامل عن طريق وسيط.
وفيما يخص التعليم يقول راضي: يوجد برامج مع الجامعات، للطلاب الراغبين في السفر خلال الصيف للتعلم كالطالب الذي يريد السفر شهراً أو شهرين لدراسة اللغة الإنجليزية وليكن في بريطانيا مثلاً وبحساب التكلفة يكون الإجمالي 18 ألف ريال تشمل الدراسة والسكن مع عائلة والمواصلات والتذاكر وتكون الخدمة حسب رغبة العميل فالبعض يريد تذاكر فقط والبعض الآخر يريد تذاكر وفنادق وغير ذلك لكن «والكلام للمهندس سعيد» أكثر الطلبات التي ترد إلينا الآن من العائلات بغرض السياحة بسبب بعض الأحداث بالدول العربية التي كانت وجهة مفضلة للسائح السعودي حيث أثرت على 60% من حركة السياحة. من جهته يقول الاقتصادي فضل البوعينين لـ»الجزيرة»: فكرة السياحة بالأقساط من الأفكار التي لها انعكاسات سلبية على المجتمع من الناحية المادية، فهي تشجع على التوسع في المديونية مقابل أمور يمكن الاستغناء عنها كالسياحة على سبيل المثال رغم ما للسياحة من أهمية من الترويح عن النفس واتساع المدارك والثقافة والمعرفة، إلا أنها يفترض أن تكون مرتبطة بالقدرة المالية، وبمدى إمكانية وظروف الشخص المادية، مشيراً إلى أن هذه من الأمور التي تثقل كاهل المواطن وتدخله في دوامة القروض والأقساط الشهرية التي تبدأ مشاكلها بعد فترة السياحة القصيرة.
وأضاف أبو العينين: المواطن سيدفع سنوات من عمره في سداد مديونية خصصت لقضاء أيام معدودة في الخارج.
وفيما يخص برامج التعليم يقول: برامج التعلم بالخارج بالتقسيط يستحق أن يخصص المواطن من أجلها جزءاً من دخله، وإن لم يجد فهنا يصبح الاقتراض له مبرراته بشرط أن يتوافق حجم القرض مع القدرة على السداد مستقبلاً دون إرهاق لميزانية الأسرة بشكل يؤثّر على حياتهم اليومية.