في دراسة جميلة أعدتها جامعة هارفارد شملت توقعات عن المستقبل حيث أظهرت الدراسة أنه في كل عام مقبل سيكون هناك تغيرات واسعة على نحو لم يسبق له مثيل وكذلك منافسة شرسة على مستوى الدول والشركات وحتى الأفراد لم يسبق لها مثيل والأمر الأخر وهو مربط الفرس أن الفرص في كل عام ستتكاثر وأيضاً على نحو لم يسبق له مثيل!!
وللأسف إن بضاعة الكثير هي التذمر والشكوى وشتم الزمان وسب الأحوال وقلة الفرص وصعوبة الأوضاع وجور الأيام والحقيقة عكس هذا تماماً ففي! والحقيقة المؤكدة أننا نعيش في عصر من أروع العصور التي مرت عليها البشرية من جهة يسر الأمور وسهولة الحياة، زمانٌ فيه من وسائل الإعانة على النجاح وتيسير درب التفوق ما لم يكن لغيرنا في أي وقت مضى! فلا ثمة أمراض تقتل ولا أوبئة تحصد الملايين ولا مجاعات تفني، ولو تأملت قليلاً وسبرت غور التاريخ لوجدت أنك في حال أفضل من عبدالملك بن مروان الخليفة العظيم والذي كان يعاني من خراج في أحد أضراسه كان لا ينام منه الليل وأنت لا تجد عناءً في لقاء طبيب أسنان ينهي لك المعاناة في فترة وجيزة وهارون الرشيد الزعيم المهيب كان إذا أراد الحج يكابد المشاق ويقضي الشهور في الطريق حتى يصل إلى مكة وأنت تصل إليها في ساعات، والمعتصم كان يسهر على الفوانيس ولا تصله أخبار من حوله إلا بعد وقوعها بفترة طويلة وأنت تسهر على الكهرباء وتأنس بالفضائيات وتأتيك الأخبار من موقع الحدث مباشرة! وكان عبدالرحمن الداخل أعظم ملوك الدنيا في زمانه إذا أراد أن يراسل ملكاً أخذت الرسالة شهوراً حتى تصل وأنت في ضغطة زر في أقل من ثانية توصلها لمن شئت! تذكر دائماً وأبداً أن الحياة لا تقوم على امتلاك أفضل الأشياء، ولكن تقوم على استغلال ما لديك بالفعل!
ومضة قلم:
ألقى سجينان نظرهما خارج قضبان السجن: أحدهما نظر للوحل في الأرض والآخر استمتع بالنظر للنجوم في السماء!
khalids225@hotmail.com