فاصلة:
(إذا قلت أشعر بالحر بدأ يتصبب العرق)
- حكمة عالمية -
ماذا لو قررت ألا تكون واعيا لكل ما يدور في حياتك وأبعد من ذلك ما يدور في العالم من حولك؟
ماذا لو قررت ألا تهتم بحقوق الفقراء في التعليم والحياة الكريمة أو حقوق النساء في ظل عدم وجود قانون للأحوال الشخصية أو قانون لردع المعنفين للأطفال والنساء؟
ماذا لو لم تعد تهتم بتأثير انتشار القيم الفاسدة من حولك والتي أصبحت تدريجيا هي القيم الصحيحة بفعل الاستمرارية فأولادك يكذبون ولا يتعبون ولا يجتهدون فالواسطة سوف تقدم لهم كل شيء، وإن لم تتوافر فسيشترونها بالتأكيد؟
ماذا لو أقفلت عينيك وأذنيك عن كل الأخبار في الدول العربية، ولم تعد تترقب نتاج ثورة تونس ومصر أو بقاء القذافي حاكما وتساقط الاموات كل يوم، أو دخول القاعدة في اليمن وذبح الابرياء، أو اتجاه ايران إلى سوريا وضحايا لا ذنب لهم في المصالح السياسية هنا وهناك، لكنهم يذبحون؛ لأنهم يعبرون عن حبهم للحرية والحياة؟
مذا لو أقنعت نفسك بأنك بعيد عن كل هذا آمنا مطمئنا في دارك؟
تكوين الوعي لدى الإنسان لا يتوقف على إرادته، بل يتوقف على شعوره بالمسؤولية تجاه نفسه والآخرين.
لذلك، فلا وعي لمن يعيش في دائرة ذاته ويحاول أن يفرض رأيه في قضايا ومشكلات اجتماعية دون النظر إلى الآخر
الوعي الاجتماعي الذي ننشده ليس مجرد استجابة انفعالية للحدث إنما هو حالة عقلية خاصة يكون فيها العقل بحالة إدراك بمحيطه الخارجي عن طريق منافذ الوعي التي تتمثل عادة بحواس الإنسان الخمس.
هذه الحالة العقلية التي يتميز بها الإنسان بملكاته التي وهبها الله له تمنحه القدرة على تقدير الأمور المختلفة بمعطيات الواقع.، والإدراك الحسي للعلاقة بين الكيان الشخصي والمحيط الطبيعي للإنسان.
إنما إذا انفصل الإنسان عن محيطه وعن الآخرين، وظل في دائرة الذات؛ فهذا هو الجهل الذي لا يشبه جهل الأولين، بل هو جهل زمن التكنولوجيا والعصر الحديث.
nahedsb@hotmail.com