تعويد الناس على النظام بتطبيقه بحذافيره أمر طيب وفيه الخير والنفع والمصلحة العامة، وأمة تمشي بنظام وفق الشريعة السمحاء، وتسير بخطى ثابتة أمة عظيمة جديرة بالاحترام والتقدير سيما بما يطبق فيها من أنظمة تخدم الكل لا يستثني فيها أحد إلا بشيء ليس فيه ظلم للعباد، ولكن قبل تطبيق النظام لابد من التثقيف والتوعية للمجتمع حتى يتهيأ للفعل مع بيان أهمية تطبيق كل نظام، وهو دون أدنى شك أمر لازم وحتمي إذ لا تطبيق بدون ما ذكرت آنفاً من توعية وتوجيه وتثقيف، وكم نحن بحاجة ماسة لفهم النظام بإقامة دورات تدريبية، ووضع لافتات في كل مكان تبين أهمية تطبيق النظام، والهدف من وضع الأنظمة، وإرشاد الناس لكل ما من شأنه الحرص على النظام والعمل بها، وتعليمه لكل فرد سواء أكان ذكراً أم أنثى، والمشكلة الوحيدة التي نواجهها في مجتمعنا تجاه هذا الأمر أن النظام لا يطبق إلا قليلاً بسبب قلة الوعي والفهم والإدراك وغياب التثقيف لذا كان من الطبيعي أن نجد شريحة كبيرة من الناس تخالف النظام ولا تأبه به ولا بمصدره لأمنها العقوبة ولجهلها بعواقب مخالفته، واعتقادها أن أكثره حبراً على ورق، ونظراً لأهمية هذا الموضوع حيث يهم العالم بأسره ليس فقط في بلادنا بل في كل دولة ومجتمع.
لدي اقتراح أقدمه لوزارة التربية والتعليم ممثلة بوزيرها حفظه الله وأتمنى أن يكون له صدى ويؤخذ بعين الاعتبار لما له من أهمية كبيرة ومنافع جمة سيعود نفعها بإذن الله على البلاد، والاقتراح يتمثل في تدريس النظام كمادة مستقلة في شتى المراحل الدراسية كل مرحلة تعطي ما يناسبها على أن يترتب على تدريسها تجاوز وإخفاق بحيث تكون مادة أساسية، وأبناؤنا وبناتنا بحاجة ماسة لمعرفة النظام عندما يدرسونه ويطبقونه في حياتهم وبإذن الله سنرى ثمرة ذلك التغير الكبير في الوعي والإدراك بعدما يميزون بين ما يضرهم وما ينفعهم كيف لا والطلاب والطالبات مع المعلمين و المعلمات يمثلون نسبة كبيرة في بلادنا وهم أولى بتعلمه والعمل به لأنهم أساس كل شيء مع السعي حثيثاً لنشر ذلك في المجتمع كله ليس فقط على المستوى التعليمي بل على غيره أيضاً من مؤسسات الدولة ووزاراتها، وإذا تم ذلك سنرى في المستقبل جيلاً متفهما ًوواعياً، فهل سنرى وزارتنا قريباً وقد قامت باعتماد تدريس النظام كمادة أساسية في المدارس والجامعات والكليات؟! أرجو ذلك وأتمناه عاجلاً غير آجل لما فيه من المصالح للبلاد والعباد وكلنا ثقة بحرصها على الأخذ بكل ما هو مفيد من توجيهات واقتراحات، والله ولي التوفيق ونسأله العون والسداد.
- الرس