قرأت في صحيفة الجزيرة في عددها رقم 14064 في 27-4-1432هـ انتقاد الدكتورة فوزية بامقدم استشارية طب المخ والأعصاب والصرع والاضطرابات بالنوم في مدينة الملك فهد الطبية توجه بعض مرضى الصرع وذووهم للمشعوذين، لاعتقادهم أن الجن هم السبب في النوبات التشنجية عند مرضى الصرع، مما أدى إلى وفاة أطفال وتعرض آخرين للإعاقة نتيجة للتصرفات الهمجية والعنيفة عليهم من قبل المشعوذين لإخراج الجن من أجسامهم بالقوة -كما يزعمون- وهذا مؤسف جداً أنه في عصر العلم والتحضر ما زال بعضنا يعتقدون ويؤمنون بالشعوذة والدجل والخرافات والخزعبلات بدلاً من الاعتماد على الله لأنه هو الشافي، قال تعالى: {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ}. ثم بالتداوي بالأدوية المجرَّبة مضمونة النتائج التي أنزلها الله وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بالتداوي بها، حيث قال (تداووا عباد الله فما أنزل الله من داء إلا أنزل له دواء.. الحديث). وقال (تداووا ولا تتداووا بحرام)، وهذا يؤكد أن الشريعة الإسلامية تحث على التداوي بالأدوية الحلال المضمونة والمجربة المصرح بتعاطيها، وتنهي عن الأدوية المحرمة المضرة بالصحة، ويحرم التداوي بالشعوذة والذهاب للسحرة والكهان. أما الرقية بالقرآن الكريم والأدعية الشرعية فإنها مطلوبة لاطمئنان القلوب، ولا داعي للذهاب لراق بعينه، ويمكن للشخص أن يرقي نفسه أو يرقيه أحد أقاربه، ويستعمل أدوية الصرع ومراجعة الأطباء المختصين لهذا المرض.
محمد عبد الله الفوزان - محافظة الغاط