بعض الأشخاص رغم غيابهم تجدهم حاضرين في ذاكرتك، ومن هؤلاء معالي الدكتور الراحل عبده يماني -عليه رحمة الله-، عندما زرت جدة بعد رحيله تمثل لي كأنه أمامي بمكتبه ومنزله، وتخيلت -وأنا بالطائرة- أنني سأزوره وأراه وأقبّل جبينه، واستمتع بأحاديثه، وقفشاته.. لكن عدت من هذا الهاجس الجميل إلى الواقع الذي يحكي رحيل الغالي د. يماني أسكنه الله جنة المأوى.
العزاء أن هؤلاء يحضرون بأعمالهم وذكرياتهم والدعاء لهم ووفاء أسرهم ومحبيهم لهم.. ومن هنا كانت سعادتي كبيرة بتبني الشيخ صالح عبدالله كامل (لكرسي محمد عبده يماني لإصلاح ذات البين) في جامعة أم القرى وفي مكة المكرمة التي عاش لها وعشقها الراحل حتى إنه كان سيعود للسكنى فيها.. كما أعلن الشيخ كامل بأنه يجري الإعداد إلى إنشاء جمعية خيرية باسم الراحل بجدة، وهذا أمر جيد، وإنني أقترح على الشيخ صالح وعلى أسرة الراحل الكريمة وعلى أصفيائه من أمثال د. عبدالعزيز خوجة وغيره من محبي الراحل الغالي أقترح عليهم: أن يتم العمل على إنشاء «مؤسسة د. محمد عبده يماني الخيرية» فهي أشمل وأكثر تنوعاً بأعمالها من الجمعية، فـ د. يماني كان له أعمال خيرية وثقافية وإنسانية داخل المملكة وخارجها، ومثل هذه المؤسسة تكون على غرار مؤسسة الشيخ حمد الجاسر الخيرية، بحيث تتصدى وتقوم بكافة الأعمال التي كان ينهض بها الراحل -عليه رحمة الله- وأثق أن لو فتح باب التبرع لها فسيبادر الكثيرون بسخاء دعماً لها وإيفاء لحقه واستدامة لأعماله وتذكيراً بالدعاء له رحمه الله.
هيئة حقوق الإنسان والخطوة الأهم لنيل الحقوق
من خلال متابعتي لحراك هيئة حقوق الإنسان شدني عملها بدقة وهدوء رغم صخب وضجيج آلاف المشاكل والشكاوى التي تصل إليها.
الهيئة الآن تتصدى لمشروع بالغ الأهمية وجه به خادم الحرمين الشريفين وهو التعريف بحقوق الإنسان، ونشر الثقافة الحقوقية.. وهذا هو مربط الفرس فأول خطوة يحصل من خلالها الإنسان على حقوقه أن يعرفها سواء كان رجلاً أو امرأة، كبيراً أو صغيراً والمراقب لكثير من حالات ضياع حقوق الناس ووقوع الظلم على الآخرين وبخاصة المرأة يجد السبب الرئيسي هو عدم معرفة هذه المرأة بحقوقها فهي مثلاً عندما يقع الطلاق عليها سرعان ما يطردها مطلقها من بيتها مع أن القرآن الكريم نص على عدم إخراجها من بيتها {لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ} (1) سورة الطلاق، فضلاً عن حقوق أطفالها ورعايتهم والإنفاق عليهم وقس على ذلك عشرات الحقوق الضائعة أو المضيعة بسبب جهل الإنسان بحقوقه.
إن هيئة حقوق الإنسان وهي تتصدى لمشروع نشر ثقافة حقوق الإنسان ستحقق منجزاً توعوياً مهماً، إذ إن ذلك سيجعل الإنسان يعرف ما له وما عليه، وعندها ينال حقوقه إما تلقائياً أو بالشكوى إذا لم ينلها بالتراضي.. فضلاً عن أن نشر «الثقافة الحقوقية» سيقلص آلاف المشاكل التي تصل إلى الجهات الحقوقية والعدلية وإننا نثق بنجاح هيئة حقوق الإنسان في هذه المهمة العدلية التوعوية «بحول الله» وهي التي تضم بين جنباتها خيرة الخبرات: إدارة وأعضاء ومنسوبين أعانهم الله.
القناة الأولى والمملكة هذا المساء
برنامج «المملكة هذا المساء» الذي تقدمه القناة الأولى من البرامج التي تساهم في بلورة الحراك اليومي الذي تعيشه المملكة سواء كان سياسياً أو اقتصادياً أو ثقافياً لكن يحسن لشد أكبر عدد من المشاهدين أن يتناول إلى جانب الحراك والتعليق على المناشط والمناسبات اليومية بين ليلة وأخرى بعض القضايا التي تشغل بال المواطنين برؤية موضوعية تشخص القضية وتسهم في طرح حل لها، ولعل البرنامج من ناحية أخرى يقلص من التعليق على الشأن السياسي، ذلك أن الشأن السياسي عند عرض البرنامج يكون المشاهدون سئموا وتشبعوا من خلال ما سمعوا وشاهدوا بالقنوات المتخصصة على مدار الساعة وعبر العشرات من نشرات الأخبار فضلاً عن أن اسم البرنامج « المملكة هذا المساء».
إنني أثق بقدرة وخبرة الكفاءات السعودية التي تعد وتشرف على هذا البرنامج بإدارة الأخبار ولذا فإن العشم فيهم المزيد من السعي إلى استقطاب المشاهدين والتماهي بالتنويع بطرح الشأن التنموي وقضايا الناس.
آخر الجداول
للشاعر إبراهيم ناجي:
هذه الدنيا هجير كلها
أين في الرمضاء ظل من ظلالك
لو جرت في خاطري أقصى المنى
لتمنيت خيالاً من خيالك
hamad.alkadi@hotmail.comفاكس: 4565576