|
تأكيداً لمسار الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في تعزيز القيم والأخلاق في المجتمع والتكامل مع الجهود المبذولة في هذا المسار خصصت الرئاسة الاجتماع الدوري السادس لمديري العموم لمناقشة «تعزيز القيم والأخلاق في المجتمع» في منطقة عسير وذلك لإثراء هذا الموضوع بعدد من الأوراق والمشاركات للخروج بقدر كبير من الآليات والبرامج التي تعكس التفاعل الإيجابي مع هذه القضية لتنتقل إلى حيز التنفيذ وقد استطلعنا آراء عدد من المشاركين في هذا الاجتماع.
القيم والأخلاق تتصل بجميع أعمال الهيئة الميدانية
في البداية قال فضيلة وكيل الرئيس العام للشئون الميدانية والتوجيه الدكتور إبراهيم الهويمل: إن مدار العمل الميداني يقوم على الأمر بما أمر الله به من العدل والإحسان، كما يقوم على النهي عمَّا نهى الله عنه من الفحشاء والمنكر والبغي.وأضاف فضيلته أنه لا ريب أن القيم والأخلاق تتصل بجميع أعمال الهيئة الميدانية، والنبي صلى الله عليه وسلم إنما بعث ليتمم صالح الأخلاق، ولذا جاء عقد هذا الاجتماع في غاية الأهمية من حيث الوقت، ومن حيث الجهة المنظمة.
وأكد فضيلته بهذه المناسبة على جميع مسؤولي الرئاسة وموظفيها العناية بهذا الجانب، لأن مدار الفلاح عليه: (قد أفلح من زكاها * وقد خاب من دساها)، كما أن مدَّ جسور التعاون مع كافة مؤسسات المجتمع الحكومية والأهلية بمختلف تخصصاتها هو ما نتطلع إليه.
كما رفع فضيلته أسمى معاني الشكر بعد شكر الله لمقام خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة لصدور توصيات تقنين المحتوى الأخلاقي لتقنية المعلومات في المملكة التي سيكون لها بالغ الأثر في تعزيز القيم، وحماية المجتمع والأجيال القادمة -بإذن الله -، أملا في أن تكون نتائج هذا الاجتماع رافداً ولبنة مهمة في مسيرة البناء تحمي مجتمعنا بحول الله وقوته من انحسار القيم المثلى أو انهيارها وبخاصة في هذا الزمن الذي يتضح فيه استهدافنا أفراداً ومجتمعاتٍ ودولاً.
تعزيز القيم والأخلاق في المجتمع ركن أساسي
وفي ذات السياق قال مدير عام الإدارة العامة للتوعية والتوجيه بالرئاسة فضيلة الشيخ الدكتور محمد العيدي أنه إيماناً من الرئاسة بأهمية تعزيز القيم والأخلاق في المجتمع وإنها ركن أساسي من أركان اختصاصها، وما يتضمنه من بيان مفهومها ومنطلقاتها والنظرة الاستشرافية لمستقبلها ومواجهة التحديات التي تواجه المجتمع لتحقيق هذا المطلب قدمت أوراق عمل تبرز وتوثق جهود الرئاسة وبرامجها في هذا المجال، وتستثمر الأفكار والمشاريع والبرامج لتعزيزها كما تفتخر بتضافر مؤسسات المجتمع المختلفة لتحقيق هذا الهدف بالشراكة مع الرئاسة لرسم شراكة مجتمعية فاعلة في تعزيز القيم والأخلاق.
وأضاف الدكتور العيدي أن الإدارة العامة للتوعية والتوجيه رسمت برنامجاً لتعزيز الأخلاق والقيم والمحافظة عليها ضمن خطتها السنوية ويشمل التعزيز ومعالجة الظواهر السيئة الدخيلة على المجتمع التي تتعارض مع تعاليم ديننا الحنيف وعادات وتقاليد مجتمعنا المحافظ وتفعيل ذلك عبر المؤسسات التعليمية كالجامعات ومدارس التعليم العام وعبر برامج موجهة لعامة المجتمع وعقد لقاءات خاصة بالمفكرين والمثقفين وأصحاب القرار واستثمار الوسائل الحديثة التي تواكب العصر وتحقق تطلعات قيادتنا الرشيدة.
أهمية الشراكة المؤسسية والمجتمعية في ترسيخ القيم والأخلاق
من جانبه أوضح مدير عام فرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة الرياض الدكتور عبد الله الشثري أن الإنسان هو أساس كل شيء مما يوجب علينا أن نعطيه جل اهتمامنا وعنايتنا منذ نشأته الأولى في البيت بتربيته التربية الصالحة وبتلقينه القيم والمثل والأخلاق الكريمة، وحب العمل والتفاني فيه، وحب الغير، والإيثار على نفسه وتغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة والتي ستشكل بالنهاية مجموعة من القيم والمثل الأخلاقية الحميدة التي ستنعكس إيجابا على سلوكياته وتصرفاته في المجتمع انطلاقا من بيته وانتهاء بالمجتمع.
واعتبر الشثري أن الشراكة المؤسسية والمجتمعية في المجال الأمني وتضافر جهود مؤسسات المجتمع لها أهمية كبيرة في ترسيخ وتعزيز القيم والأخلاق، وإيجاد مناخ للتعاون والمشاركة المجتمعية في ظل تنامي الشراكة مع المؤسسات الأمنية، وتوسيع دائرة المسئولية الاجتماعية، والارتقاء بأوجه التعاون بين الجهتين، وتبرز الأهمية القصوى لمثل هذه الشراكة وتفعيلها على صعيد التطور الاجتماعي والأمني، على المدى القريب والبعيد، لكونها أحد المحركات الهامة في تطوير المجتمع وتعزيز القيم الأخلاقية بما يرسخ مضامين ومفاهيم المسئولية الوطنية والمواطنة.
وأوضح الدكتور الشثري أن هذا الملتقى جاء لتوطيد العلاقة بين جهاز الهيئة والمجتمع وحرصا على إيصال الرسالة التوعوية التي تقوم بها الهيئة في خدمة المواطن والمقيم، ومثل هذه الملتقيات تجتمع فيها الجوانب العلمية والخبرة الإدارية لتساهم في النهوض بعمل رجال الحسبة من خلال تبادل الرؤى وتلاقي الأفكار ومعرفة الجوانب الإيجابية وتطويرها والجوانب السلبية لتلافيها.
معتبراً أن المتخصصين الذين سيشاركون في برامج الملتقى المبارك سيكون لهم الأثر الإيجابي الطيب على منسوبي الهيئة للخروج بنتائج ملموسة وطيبة تنهض بتطوير وأداء مرافق الهيئة وتسهم في توضيح دورها في حماية المجتمع من الفتن والشهوات، وترسيخ مبدأ الوسطية والاعتدال من الزاوية الشرعية في تنمية مستوى الوعي الشرعي والاجتماعي والتربوي بين أفراد المجتمع السعودي مما يحقق له الخيرية المنشودة.
أنظمة الرئاسة معززة للقيم والأخلاق
من جانبه نبه فضيلة الشيخ عامر العامر مدير عام فرع الرئاسة العامة بمنطقة عسير بأن الخيرية التي وصف الله بها هذه الأمة وأشار بسبقها للأمم لم تكن لتتحقق إلا بالتمسك بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال تعالى: {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله} وفي هذه الآية العظيمة دلالة واضحة على أن مهمة هذه الأمة ليست ترتيب شؤونها الداخلية ونشر أعلام الهداية بين أرجائها فحسب، وإنما إصلاح المجتمع وإرشاده إلى بر الأمان في أمور الدين والدنيا وهذا ظاهر قوله سبحانه {أخرجت للناس}.
وأوضح العامر بأن الرئاسة تنطلق في تعزيز القيم والأخلاق من نظامها الصادر بالمرسوم الملكي ولائحتها التنفيذية - فقد نصت المادة التاسعة والعاشرة من هذا النظام والمادة الأولى من واجبات الهيئة إلى العناية الكبيرة بالقيم والأخلاق مستمدة ذلك من كتاب الله جل وعلا، قال تعالى: {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون}.
وحول التحديات التي تواجه القيم والأخلاق أكد العامر أن ما فتح علينا من قفزة هائلة في تقنية المعلومات والاتصالات حيث أصبح العالم كالقرية الواحدة، تكسرت معها الحواجز، وزالت الحجب وأصبحنا في مواجهة مباشرة مع هذا التحدي الكبير الذي استطاع أن يتجاوز اللغات والثقافات وأصبحت المجتمعات المسلمة تعيش في حيرة كبيرة من كيفية التعامل مع كل هذه التقنيات الوافدة بإغراءاتها وجاذبيتها وخطورتها في الوقت نفسه، حتى أن المحضن الأول للتربية -الأسرة - فقدت الكثير من استطاعتها وقدرتها في التربية في ظل وجود مؤثرات قوية جذابة غيرت من سلوك الأبناء والبنات كما أن اشتغال الناس بدنياهم كان سبباً في بعدهم عن الأبناء والبنات؛ الأمر الذي جعل التقنية هي التي تهيمن على تربية أبنائهم.
أساس عمل الهيئة المحافظة على القيم والأخلاق
وفي ذات السياق قال فضيلة مدير عام فرع الرئاسة العامة بالمنطقة الشرقية الدكتور محمد المرشود لقد بعث الله رسوله صلى الله عليه وسلم بشريعة سمحة نقية صافية، جاءت من عند الله عز وجل لتعزز وتكمل أخلاق الناس وطبائعهم، يقول عليه الصلاة والسلام {إنما بُعِثتُ لأَتمِمَ مكَارّم الأخلاق}, مضيفاً أن هذه الأخلاق هي أساس عمل هذا الجهاز المبارك ولذلك انطلقت الرئاسة في عملها من هذا المنطلق العظيم وهو المحافظة على القيم والأخلاق لتقف سداً منيعاً تجاه من يعيث بالخلق وتحارب كل أمر يفسد أخلاق المجتمع.
وأوضح فضيلته أن الرئاسة وهي تقوم بهذا الدور العظيم في المجتمع للمحافظة على الأخلاق إنما تنطلق من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم اللذين يحثان على المحافظة على دين الناس وخُلقهم، وذلك أن التحديات التي تواجه قيم الناس وأخلاقهم كثيرة جداً ومتعددة، وقد ساهم في ذلك ما يبث في بعض القنوات الفضائية، وما ينشر في بعض وسائل الإعلام من صور ومناظر تسعى إلى هدم الخُلق لدى الشباب والفتيات، ولذا فإن هذا الملتقى بما حواهُ من موضوعات مهمة جاء في الوقت المناسب الذي يحتاجه الجميع.
ما يقوم به رجال الحسبة في الميدان من أعظم المهام في تعزيز القيم
من جانبه أكد مدير عام فرع الرئاسة العامة بمنطقة مكة المكرمة الشيخ سليمان الرضيمان أن ما يقوم به رجال الحسبة من حث الناس على قيم كثيرة ويجتهدون في تعزيزها لحث الناس على المبادرة لأداء الصلوات في أوقاتها وإغلاق المحلات التجارية وهذا العمل هو من أعظم المهام في تعزيز قيمة المبادرة والمسابقة للطاعة ذلك أن أداء الصلاة جماعة في المساجد مما يبعث في النفس الشوق للعبادة والسمو في الطاعة.
واعتبر الرضيمان أن الدور التكاملي الذي تقوم به هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع عدد من الجهات الحكومية والأهلية سواءً التربوية أو الإعلامية يبرز مثلا في توضيح مخاطر الابتزاز على أفراد المجتمع عموماً رجالاً كانوا أو نساءً وما يترتب على هذا المسلك من مخاطر لا تعود إلا بالضرر على المجتمع ككل، فتسليط الضوء على مثل هذه القضية مثلاً يدفع الإعلاميين لطرحها ويجعل التربويون يبحثونها ويسعون لطرح الحلول والأساليب التي تقي مجتمعنا خطر تلك القضايا كما أنه يحفز الجهات الأمنية لمتابعة فاعلي هذه الجرائم مما يصب في مجمله لصالح هذا البلد المعطاء.
وأوضح الرضيمان أن هذه الملتقيات جديرة بالتكرار لكونها تعتبر بيت خبرة تقدمها الهيئة وتناقش موضوعات تطرح في المجتمع، ويعمل على تطبيقها بعد دراستها على أرض الواقع ليستفيد الجميع منها.
ترسيخ القيم يحقق الأمن
وفي ذات السياق قال مدير عام الشؤون الإدارية والمالية بالرئاسة الأستاذ إبراهيم العبدالكريم إن تعزيز القيم الأخلاق هدف كبير ينبغي أن تتضافر الجهود لتحقيقه وتعزيزه وجميع الأمم والمجتمعات تسعى لغرس قيمها ومبادئها في أجيالها ومحاضنها التربوية الأمر الذي يجعل من تعزيز القيم والأخلاق الإسلامية أمراً متحتماً على المجتمعات المسلمة لكونها تستمد قيمها من الوحيين الكتاب والسنة.
وأشار العبد الكريم إلى أن تخصيص الاجتماع السادس ليناقش هذه القضية أمر تقتضيه المرحلة التي تشهد صراعا في مجال القيم وانفتاح غير مسبوق بين الثقافات مما يتطلب ترسيخ القيم التي تبلور هوية المجتمع وتحقق الأمان والانتماء لأبنائه.
من جانبه قال مدير عام الإدارة العامة للإعلام والعلاقات العامة والمتحدث الرسمي لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الدكتور عبدالمحسن القفاري: إن تعزيز القيم والأخلاق عمل يعنى به ولاة الأمر انطلاقاً من المسؤولية الشرعية وهو أبرز واجبات مؤسسات التربية ومؤسسات التنشئة الاجتماعية، وهو محور تركيز قيادة ورموز المجتمع، فالقيم والأخلاق هما المكّون الأساس لهوية الأمم، وهما أبرز ملامح شخصيتها، وهما أكثر العناصر تهديداً من قبل العولمة الحالية والانفتاح الإعلامي والمعلوماتي الذي أذاب كثيراً من القيم وأخفى بعض معاني الأخلاق.
وأضاف أن اهتمام الرئاسة بتوجيه معالي الرئيس العام واللجنة العليا للاجتماع وتخصيص اللقاءات وجمع الأفكار من قبل المهتمين والمعنيين بقضايا القيم والأخلاق أولوية تقتضيها المسئولية، وذلك لتنسيق الجهود وتقديم الآليات المناسبة للتعامل الأمثل مع كافة المستجدات المتعلقة بهذا الشأن, مشيراً إلى أنه من هذا المنطلق سعت الرئاسة لتخصيص اجتماعها السادس لمناقشة القيم والأخلاق برؤية إستراتيجية تسعى للخروج بالآليات التي تسهم في تعزيز القيم والأخلاق في المجتمع وترسخ الخير والفضائل بين أبنائه.