في العاشرة من صباح اليوم التالي (الأربعاء)، ومع فنجان قهوة «الإكسبريسو» في بهو الفندق.. كان هناك شعور طافح بـ «النشوة» يتملكني، لا.. لأن «الطقس» كان معقولاً في اعتداله، ولا.. لأن أملي لم يخب في جودة فنجان القهوة، ولكن.. لأن بقائي في (جازان) سيمتد بي منذ اللحظة وإلى ما قبل منتصف الليل بساعة دون أجندة مسبقة.
وهو ما كنت أرجوه.. بداية، وأعانتني ظروفي الحسنة على تحقيقه عبر جهود العلاقات العامة بـ»الجامعة»، وبعض الأسماء الإعلامية (الجازانية) النافذة.. حتى أتمكن من زيارة الحرم الجامعي الجديد في ضوء النهار، والالتقاء بمدير الجامعة الأستاذ الدكتور محمد بن علي الهيازع.. إن سمحت ظروف مواعيده بذلك، لا.. لتهنئته بـ «نجاح» حفل التخرج الجامعي السادس: كماً ونوعاً.. وقد فعلت ذلك ليلة البارحة، ولكن لـ «أطل» عبر الحوار معه على «مستقبل» الجامعة كما يراه في مدينة (جازان) وفي (منطقة جازان) بأسرها.. باعتباره إحدى ركيزتي التطور والتحول في المنطقة (أما.. الأخرى، فهي في حماسة أمير المنطقة في استكمال بنيتها التحتية والفوقية)، ثم لأفرغ - بعد ذلك - لرؤية ما يمكنني رؤيته من جازان (البلد) وجازان (الجديدة).. قبل أن يدهمني مغيب الشمس، وأنصرف إلى لقاء من تسمح ظروفهم من أدباء وكتاب الشباب في جازان مساء ذلك اليوم، والذي وسطت لإتمامه - قبل قدومي - أديبنا المخضرم الأستاذ حجاب الحازمي.. بحكم أبوته بين أجيال الشباب.. سواء في بيته أو في أي مكان آخر حتى ولو كان مقهى من مقاهي جازان.
مع آخر رشفة من فنجان القهوة.. كانت أجندتي لذلك الصباح قد تحددت بالتشاور والتداول مع مرافقيَّ من شباب العلاقات العامة، الذين كانوا يملأون بهو الفندق.. وهم يحيطون بـ «ضيوف الجامعة» واحداً.. واحداً، ليجيبوا عن استفساراتهم، ويلبوا طلباتهم، ويذللوا لهم أي صعوبة قد تنشأ أمام أي منهم.. في أجواء من البشر والبهجة.. تطفح بها وجوههم في أرجاء المكان، فكان المقترح أن أبدأ بزيارة (المكتبة المركزية) للجامعة ضمن مبانيها الحالية في مخطط رقم (5) بلغة العقاريين.. أو ربما الحي رقم خمسة بلغة المخططين أو المعماريين، ومنها لزيارة موقع الحرم الجامعي الجديد.. في شمال (جازان)، للتعرف عليه ورؤية ما تم فيه من إنشاءات حتى اللحظة.. على أمل أن يتحدد أثناء ذلك موعد لقائي بمدير الجامعة.
عندما وقفت بنا العربة في مواجهة مبنى (المكتبة).. كانت تستلفتني وعلى الفور بساطته المتناهية، وأناقة خطوطه المعمارية.. اللتان أكسبتاه هدوءاً.. ووقاراً لا تخطئهما العين، وإلى الحد الذي عزَّ عليّ معه.. أن تأتيه سريعاً لحظة مغادرة المكتبة - بكتبها وطلبتها - له، عندما تأتي لحظة الانتقال إلى الحرم الجامعي الجديد.. بعد الانتهاء منه في عامين أو ثلاثة أعوام، ولكن ربما يستفاد منه كـ «مكتبة مركزية» لطالبات الجامعة.. بعد أن علمت بما يشبه المفاجأة بأن هذه المكتبة الكبيرة الواسعة.. بـ «دوريها» الرحبين، هي لـ «إدارة» المكتبة ولـ «الطلبة» دون «الطالبات».. اللواتي لهن مكتبة مركزية أخرى فيما يبدو (لم يتسع بي الوقت لأعلم أين هي)؟
على أي حال.. كان داخل المكتبة لا يقل جمالاً عن خارجها.. بـ»خزانات» كتبها وطاولاتها الخشبية العسلية، ومقاعدها المكسوة وإضاءاتها المحسوبة.. وبـ «السجاد» الذي غطى أرضيتها، وبذلك الكم من المعلومات الذي أطلعني عليه مدير المكتبة الخلوق الأستاذ «يحيى غالب» عند لقائه بين ممرات المكتبة.. بأن عمادة شؤون المكتبات قامت بإنشاء العديد من المكتبات الفرعية والمركزية، وأن آخرها وأحدثها، هذه «المكتبة المركزية» التي تضم كماً كبيراً من قواعد المعلومات يبلغ عددها ثلاثاً وثلاثين (قاعدة معلومات عالمية تحوي مختلف العلوم والمعارف)، وأنها تتصل بـ (المكتبة الرقمية السعودية لتقدم لمشتركيها أكثر من 114 ألف مرجع بكامل نصوصها ووسائطها المتعددة في كافة التخصصات العلمية)، وهي ترتبط بـ (10 مكتبات فرعية في كليات الجامعة) المختلفة، وأنه ربما تكون لها (الريادة) في نظام «الإعارة الذاتي» الذي تقدمه لطلابها بأحدث وسائل التقنية العصرية وهو ما أدهشني!! وجعل مكتبة جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في المنطقة الشرقية تقفز إلى ذهني.. إذ ربما تكون هي صاحبة الريادة في هذا الشأن الذي لم أكن مرجعاً فيه، لأشكره.. متمنياً له وللعاملين معه: التوفيق.. في الحفاظ على هذه المكتبة، والتي علمت فيما بعد أنها افتتحت قبل سبعة أشهر.. بينما كان المستوى الذي بدت عليه، وكأنها افتتحت قبل سبعة أسابيع!!
في الطريق إلى «الحرم الجامعي» الجديد على ساحل البحر.. كان مرافقاي يحدثاني بكثير من الزهو والسعادة عنه وعن محتوياته التي تضم: برجاً من ثمانية عشر دوراً، وفندقاً استثمارياً من فئة الخمسة نجوم، وخليجاً بحرياً صناعياً.. ينتهي بـ «نافورة» بحرية في مواجهة البرج والفندق، لأشاركهما سعادتهما.. وقد رأيت الهياكل الأسمنتية لكل تلك المنشآت، بعد أن رأيت أسوار الحرم الجامعي وبوابته الشامخة، وسكنه الجامعي، وأعدادا من مبانيه المختلفة الأشكال والأحجام.. وهي تتناثر هنا وهناك تحت الإنشاء.. وفق المخطط الرئيسي، على تلك الملايين الشاسعة من أراضي حرم الجامعة.. البالغة تسعة ملايين متر مربع، لنترجل من العربة عند تلك البقعة التي ستقام عليها النافورة، فأرى أرضيتها وقد فرشت بـ «رخام» أو أحجار.. كتلك التي نراها في مسابح أجمل «الفلل» والاستراحات، لتتضاعف سعادتي ويتهلل داخلي فرحاً نيابة عن (جازان) وأهلها.. الذين سترتفع لأول مرة في سماء مدينتهم «نافورة» بحرية جميلة وراقية كهذه، لتختلط في وقت واحد.. نداءات جواليهما، ليقول لي أحدهما بأن «موعد» مدير الجامعة سيكون عند الواحدة ظهراً، أما الآخر.. فقد كان يحمل «اعتذاراً» من الدكتور حسن بن حجاب الحازمي نيابة عن (والده) عن عدم إمكانية إتمام اللقاء بشباب الكتَّاب والأدباء.. نظراً لتداعي صحة شقيقته وانشغاله بـ «وضعها» الحرج، لأشكر له اعتذاره الكريم.. الذي أرفده بـ (إهدائي) مجموعة من أعماله القصصية والشعرية، والبحثية، يتصدرها بحثاه المرجعيان عن (الرواية السعودية)، فهو أستاذ في آداب (جامعة جازان) إلى جانب عمادته لشؤون الطلبة بها. إلا أن اعتذار الدكتور الحازمي.. أتاح الفرصة لأن يؤكد لي - المشرف على نادي القراءة بـ «الجامعة» - الأستاذ حمزة كاملي «دعوته» السابقة لي بلقاء مجموعة من أعضاء النادي.. مقترحاً أن يكون اللقاء بالفندق عند الرابعة والنصف، فرحبت بـ «الأمرين»: تأكيد الدعوة.. وموعدها، لأتعجل مرافقيَّ للحاق بـ «موعد» مدير الجامعة.. وقد أوشك أن يقترب.
في مبنى إدارة الجامعة، وفي الدور الثالث منه.. كان مكتب الأستاذ الدكتور محمد علي الهيازع مدير الجامعة.. حيث ارتقينا إليه مصعداً حديثاً لامعاً لا يقل حداثة ولمعاناً عن المبنى إجمالاً، ليستقبلنا مدير مكتبه.. ويصحبنا على الفور إليه، لأجد نفسي في مكتب رحب واسع شديد النظافة والوجاهة والتنظيم.. والدكتور يرحب بنا مجتمعين بدماثته وأريحيته وتواضعه.. التي عرف بها ، لأقول له: أكاد لا أصدق (فرحاً) أن هذا المكتب الرحب.. هو مكتب مدير (جامعة جازان)! لا.. ودعني أقولها أكثر صراحة بأني أكاد لا أصدق أن في جازان جامعة بكل هذا العدد الضخم من الكليات العلمية.. وأن مديرها أستاذ في الكيمياء.. وأنها احتفلت يوم امس بـ «تخريج» دفعتها السادسة، وأننا الآن في مكتب مديرها.!؟
اتسعت ضحكته.. وهو يقول: ولكنها «الحقيقة»، ليضيف قائلاً: إن بالجامعة.. ثلاثا وعشرين كلية، معظمها علمي.. فلدينا كليات لـ «الطب» والعلوم الطبية، وطب الأسنان، والعلوم، والهندسة، والصيدلة، والعلوم الصحية، وتصاميم البيئة، والحاسب ونظم المعلومات.. ونُعد لافتتاح ثلاث كليات علمية جديدة هي «الزراعة» و»الطب البيطري» و»الثروة السمكية».. إلى جانب كلية لـ «التربية»، والمجتمع.. إذ إن أحد أهم أهداف جامعتنا.. هو أن يلبي خريجوها حاجات سوق العمل..!!
لأعترضه.. قائلاً: أكاد أطير فرحاً لهذا الذي أسمعه منك، والذي يمثل (فعلاً) حقيقياً.. في الأخذ بيد أبناء المنطقة وشبابها وأجيالها نحو «المستقبل» المرهون بـ «العلم» و»المعرفة»، ولكن.. أين الآداب في منطقة تصحو وتنام على الشعر..؟
زادت ابتسامته اتساعاً.. وهو يقول: لم تنس جامعة جازان «الأدب».. فلديها كلية للآداب والعلوم الإنسانية بأقسامها المعروفة: اللغة العربية وآدابها، والعلوم الاجتماعية، والصحافة والإعلام، والمكتبات، والسياحة والآثار.. إلى جانب قسم للعلوم السياسية، يضاف إلى ذلك أن لدى الجامعة.. خمس كليات لـ «الآداب والعلوم» في كل من محافظات «صامطة» و»فرسان» و»الدرب» و»العارضة» و»الدائر»، على أننا.. وبعد قرار الدولة الأخير بـ «اعتماد» تدريس اللغة الإنجليزية بدءاً من السنة الرابعة الابتدائية للبنين والبنات.. فإننا سنوسع أقسام اللغة الإنجليزية بكليتي الآداب والتربية.. استعداداً لمد سوق العمل بـ «المدرسين» والمدرسات المؤهلين والمؤهلات.
كان من المؤسف.. أنني لم أطلع حتى قدومي إلى (جازان) ولقائي هذا الجميل والحميم مع مدير جامعتها.. على أي «بروشورات» أو «ماكيتات» أو «رسومات» شاملة للحرم الجامعي، ولذلك كثرت أسئلتي.. وإلى جانبها دهشتي وسعادتي معاً أمام كل معلومة أتلقاها.. كسؤالي عن برج الإدارة الذي يتكون من ثمانية عشردوراً، والذي رأيت هيكله الأسمنتي وقد اكتمل: أهو فقط لـ «إدارة الجامعة»..؟
قال ضاحكاً: لا.. ليس لإدارة الجامعة وحدها.. ولكنه يضم عمادات الجامعة الثماني: من القبول والتسجيل إلى شؤون الطلاب والمكتبات والتعليم المستمر والبحث العلمي والتطوير الأكاديمي إلى التعليم الإليكتروني وعمادة السنة التحضيرية، على أنه يضم أيضاً المستشفى الجامعي بسعة ثمانمائة سرير.. إلا أن المستشفى سيبدأ بأربعمائة سرير..
قلت - وقد زالت دهشتي واتسعت ابتسامتي -: وأين وصل المشروع (تنفيذاً) ككل..؟
- انتهت مرحلته الأولى بتكلفة ثلاثة مليارات ريال، واستلمنا مبنى السنة التحضيرية، ومبنى كلية العلوم بمعامله ومدرجاته.. بل وبدأنا العمل فيهما منذ بداية عامنا الأكاديمي هذا..؟
مضى الوقت سريعاً.. بين «جوع» الأسئلة؟ و»مائدة» الإجابات.. التي وضعها أمامي الدكتور بموضوعية وتواضع، دون أن أتذكر.. إن كان قد قدم لي فنجاناً من الشاي أو القهوة، فقد أشبعني وأمتعني حديثه.. حتى أنساني ما اعتدت عليه من فناجين القهوة أو الشاي، لأستأذنه.. راجياً منه ألا يترك مكتبه، ولكن كل رجاءاتي تبخرت وهو يودعنا إلى باب مكتبه.
بعد قيلولة مضطربة.. بين النوم واليقظة، كنت أتسند.. على فنجان آخر من قهوة (الإكسبريسو).. لأستقبل في ركن من أركان بهو الفندق مجموعة من شباب «نادي القراءة» بـ «الجامعة».. بصحبة المشرف على النادي (حمزة الكاملي)، والذي كان شاباً مثلهم.. وإن زاد عليهم بعامين أو ثلاثة، لتبدأ (الجلسة) بـ «التعرف» عليهم، وعلى دراساتهم والكليات.. التي اختاروها، فلم أفاجأ بأن أكثريتهم من طلبة كليتي (الهندسة) والمجتمع.. وليس الآداب، لأبدأ الحديث من جانبي.. معبراً عن سعادتي بوجود «ناد» للقراءة في جامعة جازان، ليفاجئني بعضهم.. بأن له نظراء في كثير من جامعات المملكة.. إلا أن حضوره يختلف باختلاف نشاط وحماس أعضائه، لينطلق الحديث بيننا (مونولوجاً) و(ديالوجاً).. عن الكتابة والكتب وأجملها، والكتَّاب.. وأهمهم وأقدرهم، فلم نترك كتاباً من أعلام الكتب المعاصرة وأهمها إلا وعبرنا به: بدءاً من كتب المذكرات السياسية والسير الذاتية إلى الروايات والشعر ودواوينه.. من (نفير) ديجول إلى (مهمة) أيزنهاور إلى (خروتشوف يتذكر).. إلى الحرب والسلام وأنا كرنينا (تولستوي) إلى الجريمة والعقاب (ديستوفسكي) إلى سأم (ألبرتو مورافيا) وغثيان (سارتر) وأحزان (ساجان).. إلى شرق المتوسط (عبدالرحمن المنيف) وأولاد حارتنا والمرايا وشحاذ (محفوظ).. إلى نزار والشناوي ودرويش.. لأكتشف مع مضي الحوار أن بين هؤلاء الشباب شعراء من طلبة (كلية الهندسة) لأتذكر معهم أشهر المهندسين الشعراء: (علي محمود طه) صاحب «الجندول» وكليوباترة. الملاح التائه ولياليه.. الذي عاش ومات شاباً قبل أن يبلغ الخمسين، وأسترجع معهم توصيفه لنفسه.. عندما قال:
ملاح وادي النيل إلا أنه
أغرته بالتيه السحيق بحار
ابداً يطوِّف حائراً ترمي
به أفق وتقذف دار
.. ليقول شاعر الهندسة الشاب: محمد الضبع -وليس شاعر الافتتاح، إذ كان ذلك هو مهدلي العارجي-.. بالتداعي:
أنا ذلك الرحال نحو حقيقتي
أسعى وفي طرقاتها أرتابْ
كم غبت في ذهن الظلام كي أرى
نهراً على حد العمى ينساب
.. ليقول زميله شعراً وهندسة (عبدالله عبيد):
لم يرتعش كفاي
حتى لمستهم لكنني هيجت
جرح الماء قبل الصبح فانتفض الجليد
لينضم إلى جلسة (البهو) بعد قيلولة (محترمة) الكاتب الصحفي الصديق الدكتور حمود أبو طالب: ابن جازان وصوتها.. فيثريها بإضافاته واسترسالاته، لنكتشف.. بعد حين بأن المغرب قد آذن، ليقوم الكل للصلاة وتنتهي تلك الجلسة، على أمل معاودتها ذات يوم.. ليتولانا الدكتور حمود.. بعد ذلك إرشاداً سياحياً في جازان القديمة.. وقصصها ومرابعها وزحامها الذي بقي رغم توسع المدينة وامتداداتها الشمالية الجديدة.. على ما هو عليه، ثم على كورنيشها ومطعمه الشهير (مرسى الأحلام)، لعشاء من (روبيان) البحر الأحمر و(حريده).. لتعقبه كبرى مفاجآت الدكتور حمود عندما صحبنا -في (قارب) سياحي من قوارب الميناء- لرحلة بحرية فوق أمواج الليل وتحت ضياء القمر و(جازان) تتراقص أمامنا تحت أضواء شوارعها وكورنيشها.
عندما عدت إلى منزلي في الثانية من صباح يوم الخميس.. وأخذت في استرجاع أحداث الأربعين ساعة التي أمضيتها في (جازان) الجامعة والمدينة، كان يلوح لي - يقيناً - بأنه لن يمضي وقت طويل.. لتصبح جازان (المشتى) الثاني على ساحل البحر الأحمر للمملكة، وأبنائها.. وربما لغيرهم، إن هي واصلت سيرها بذات السرعة.. وذات الحماس الذي رأيته، ورأيت أبناءها والمسؤولين فيها عليه.
dar.almarsaa@hotmail.com