|
حائل - عبدالعزيز العيادة
ثلاثة مطالب لا زالت ملحة لأهالي منطقة حائل يأملون معالجتها على وجه السرعة من قبل جهات الاختصاص، وهي تحسين المستشفيات وانتظام الرحلات الجوية وتوزيع المنح والأراضي على المستحقين، إنها هموم عند كل فرد حائلي ومن عدة سنوات ولم يأت الحل حتى الآن فارتفعت الأصوات مجدداً بحثاً عن إشراقة أمل جديد تجعل للمرضى منهم مستشفيات تليق بهم وتعيد لهم صحتهم أو حتى توجد لهم رحلات جوية يومية كافية مثلما كانت منذ سنوات فلربما ساعدت هذه الرحلة مريضاً بالسفر إلى منطقة أخرى تتوفر فيها المستشفيات والعلاج وهم الذين أصبحوا من أقل سكان المناطق قدرة على بناء مساكن وبأعداد اقتربت من حاجز المائة ألف مواطن بما يساوي ثلث سكانها لا زالوا في انتظار منح أمانة منطقة حائل ووزارة الشئون البلدية والقروية وإعلانات هيئة المساكن للبدء الحقيقي باستلام الأراضي واستلام المساكن ولأن الأوضاع تحتاج إلى معالجة شاملة نغوص معكم في أعماق المعاناة الحائلية وأوجه الحل وأسباب استمرار النقص ونصور لكم حال مواطن يأمل أن تصل إليه عوائد النهضة الشاملة التي نعيشها في كل المجالات وفي كل المناطق وإليكم التفاصيل:
البداية مناسبة عزاء
حديث جانبي في آخر أيام العزاء بين أحد أبناء متوفى في أحد المحافظات التابعة لمنطقة حائل وزائر فيسأل الزائر في أي منطقة توفي والدك وأنا أعرف أنك ذهبت به إلى حائل بعدما (أحالوك) الأطباء لمستشفياتها ومنها (حولت) إلى بريدة وصدفة عرفت أنك في (الرياض) فيما بعد فقال الابن بإيمان عميق (الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه) وكانت أبلغ تعبير لذلك الشاب المليء قلبه بالإيمان وراح فكري بعيدا عن هؤلاء لأتساءل بأي أرض ستكون آخر خطواتي في هذه الدنيا وفي أي منطقة وفي أي مستشفى طالما لا زالت حائل بوضعها الحالي بلا إمكانات طبية على الأقل توازي (مثيلاتها) في المناطق الأخرى ومعه سيضطر من حولي لنقلي إلى مستشفى خارج منطقة حائل وليتجدد السؤال ولكن أيضا هل يستطيع من حولي القدرة على إيجاد سرير شاغر في تلك المستشفيات أو (يتعذرهم ويتعذرني) المستشفى ويقول مقولته التي اشتهرت حالياً بين الحائليين والضعفاء منهم (عفواً لا يوجد سرير شاغر).
موقع حائل مهمل
جاءت فكرة انتقال كلية الملك فيصل الجوية إلى حائل لتؤكد مجددا أهمية وإستراتيجية موقع منطقة حائل للمملكة ككل ولمناطق الشمال وازدادت أهمية المنطقة أكثر بعد ربط المنطقة بالعديد من الطرق الدولية والسريعة مع مختلف المناطق حولها وآخرها تبوك وقبلها الجوف والقصيم وحالياً المدينة المنورة ورفحاء وحفر الباطن إنها (حلقة وصل) قريبة جدا ومتوسطة المسافة بين كل تلك المناطق ولكن كل هذه الميز مهملة ولم تستثمر حتى الآن! وقد كانت قافلة الأمير سعود بن عبدالمحسن الطبية التي أطلقتها جامعة حائل في نسختها الأولى في مدينة جبه التابعة لمنطقة حائل فرصة للعديد من المرضى في منطقة الجوف الذين انتقلوا إلى جبه في يوم إقامة فعاليات القافلة ضنا منهم بأن هناك حلول لمعاناتهم المرضية آنذاك فاجؤوا بأعدادهم القائمين على القافلة الطبية والأمثلة كثيرة. فيما تسجل حالياً حائل نفسها ضمن أقل المناطق في المملكة (أسرّة مستشفيات) مقارنة بعدد السكان فضلا عن عدم توفر في هذه المستشفيات الإمكانات الطبية المماثلة لما هو موجود في مستشفيات المناطق الأخرى حيث تعاني مستشفيات حائل من نقص أجهزة طبية رئيسية كثيرة ويتوقع المتابعون للوضع الصحي القادم حدوث طلب مضاعف وأكثر من السابق على الخدمات الصحية في مختلف المرافق نسبة إلى تضاعف أعداد السكان سنوياً وكذلك مسبة إلى الأعداد الكبيرة المتوقعة لطلاب ومنسوبي كلية الملك فيصل الجوية وهذا سيجعل من الأهمية بمكان تحرك وزارة الصحة لإيجاد العلاج والحلول الشاملة لصحة حائل.
زيادة الرحلات الجوية
وتبرز فصول المعاناة الحائلية عندما ينتقل المريض من ضعف مستشفيات المنطقة وقلة إمكانياتها والتي أصبح فيها (أنشط شيء) موظفو الفاكسات والتواصل مع مستشفيات المملكة الأخرى لإرسال تقارير طبية للمرضى المحولين من مستشفيات حائل إلى تلك المستشفيات مع (بكاء) ذوي المرضى (ورجاء) الموظفين لإيجاد أسرة شاغرة لهم لتأتي الفصول الأخرى في مطار حائل الإقليمي مع عدم وجود رحلات جوية (كافية) وتسد حاجة المنطقة وأهلها بعد أن (قلصت) الرحلات اليومية إلى أعداد (غير مسبوقة) فباتت ظاهرة رجوع الأعداد من المسافرين الذين لم يجدوا مقاعد شاغرة في الطائرات من مطار حائل إلى منازلهم أكثر من أعداد المسافرين وهنا يبرز السؤال لماذا يبقى الوضع هكـذا ولماذا (لا تزداد) الرحلات الجوية من وإلى حائل طالما هناك مسافرين بأعداد مضاعفة لم يسافروا تماثل أعداد المسافرين على تلك الرحلات ولهذا فالخسارة مضاعفة للجانب الاجتماعي والصحي للمواطنين والاقتصادي للخطوط الجوية وللمرافق السياحية والفعاليات السياحية والموسمية التي تنتظرها المنطقة وينتظرها الكثير من فئات المجتمع في كل عام لتحقيق عوائد اقتصادية مهمة تعينهم على أعباء الحياة ولكن الخطوط الجوية السعودية لا تتجاوب ولا توجد حلول حتى الآن ولا هيئة الطيران المدني تتدخل وتنهي هذه المعاناة فإلى متى يكتب للمواطن البسيط أن يصبر وتستمر معاناتة وكيف هو حال المريض المسافر في مثل هذه الأوضاع؟!
الحلول بالإمكان ولكن!!
إن استثمار موقع حائل حاليا وقربها من الكثير من المناطق بمتوسط مسافة تبلغ ثلاثمائة كيلو متر يجعلها حلا لمعاناة ليس المرضى في حائل ولكن لكل المرضى في المناطق الشمالية وكذلك للأعداد المتوقعة لحجاج بيت الله الحرام من الدول شمال المملكة والذين أصبحت أعدادهم تزداد عاما بعد عام مروراً بمنطقة حائل وكذلك قرب انتقال كلية الملك فيصل الجوية كل ذلك يجعل الأنظار تتجه نحو الحلول الممكنة بإيجاد مستشفيات تخصصية في المنطقة ومدينة طبية متكاملة تخفف الضغط على مستشفيات القصيم حاليا ومستشفيات الرياض والتي ينتقل إليها المرضى وبالتالي تساعد على رفع مستوى الكفاءة الطبية فيها بعد توجيه المرضى الآخرين لهذه المستشفيات الجديدة في حائل ومن ثم تكون خطوات الحل الأخرى بعد هذه المرحلة بإيجاد مستشفيات مماثلة في عدد من مناطق الشمال من أجل أن تنتهي معاناة أهل الشمال مع ضعف الخدمات الطبية وانتقالهم الدائم نحو مستشفيات الأردن الشقيق. فيما تصبح الرحلات الجوية حاليا ضرورة ملحة لمنطقة كحائل وبظروفها حالياً وإقبال منسوبي وطلاب كلية الملك فيصل الجوية ورغبتهم بزيارات ذويهم أسبوعيا وشهريا في نهاية الإجازة الأسبوعية وكذلك الحاجة المتزايدة للمرضى للانتقال للمستشفيات التخصصية وكانت لجنة أصدقاء المرضى بحائل قد أصدرت بيانا صحفيا أكدت فيه تضرر العديد من المرضى بمنطقة حائل جراء تقليص عدد الرحلات الجوية من حائل وإلى مناطق المملكة وخصوصا الرياض والدمام وجدة. وأكدت اللجنة في بيانها أن الفترة الزمنية التي مضت بعد تراجع الخدمات الجوية بمطار حائل الإقليمي قد ضاعف من معاناة المرضى وطالبت هيئة الطيران المدني بالتدخل وإيجاد حلول عاجلة لمشكلة حائل الرئيسية حالياً وإعادة أعداد الرحلات الجوية من حائل وإلى المناطق الأخرى كما كانت سابقاً بواقع أربع رحلات للرياض ورحلتين إلى جدة ورحلة إلى الدمام يوميا على الأقل لمواكبة الحاجة المتزايدة للنقل الجوي عموما وخدمة لعدد من المرضى التي تتطلب حالاتهم مراجعة المستشفيات التخصصية الموجودة في المناطق الأخرى.
سكان بلا مساكن
ونأتي إلى الهم الأكبر لدى الشباب لتحقيق حلم العمر بتملك مسكن واستلام أرض من الأراضي المخصصة لذوي الدخل المحدود وفي هذا الاتجاه لا نستغرب أن تسجل حائل ضمن المناطق الأكثر تضخماً وغلاء خصوصاً وأن أسعار العقار فيها وصل إلى أرقام فلكية دون تدخل من جهات الاختصاص وحماية المواطن البسيط من جشع بعض تجار العقار فأمانة المنطقة ووزارة الشئون البلدية توقفت عند إجراءات بيروقراطية منذ سنوات دون أن توزع الأرض في أول الأمر ثم جاء الأمر السامي الكريم بربط المنح بالإسكان وبناء مساكن وفق التنظيم الجديد كطوق نجاة للمسئولين لتبرير التأخير والتوقف عن توزيع المنح أو حتى استقبال الطلبات الجديدة وهذا يخالف توجه القيادة الحكيمة التي تحرص دائما على كل ما يعود على المواطن بالخير وقد أعلنت أمانة منطقة حائل عن وصول أرقام المنتظرين للمنح لأكثر من سبعين ألف وبإضافة تقديرية لأعداد المنتظرين الجدد خارج سجلات الأمانة يكون من السهولة تجاوز حاجز المائة ألف منتظر من المواطنين بما يوازي تقريبا ثلث سكان المنطقة عموما ويقترب من نصف سكان مدينة حائل وهذا يكشف حجم المشكلة وامتداد آثارها السلبية كلما تأخرت المعالجة من جميع الجهات ذات العلاقة. وفي هذا الإطار تحدث عدد من الشباب رافعين صوتهم للمسئولين مطالبين بأن يوجد حلول استثنائية لمشكلة الأراضي ومشكلة عدم قدرتهم على الحصول على مسكن يؤويهم وأسرهم فقال وليد الحربي نحن ننتظر وسنبقى ننتظر ودولتنا وقيادتنا لا يمكن أن تتركنا وسيكون هناك حلول شاملة فيما أشار ناهض الشمري أن الحلول موجودة واستغرب التأخير فهناك مخططات الأمانة والتي أعلنت قبل سنوات على تخطيطها وكذلك أرض منحة سمو ولي العهد الأمين وما تشمله من ضاحيتين الأولى ضاحية الملك عبدا لله والثانية ضاحية الأمير سلطان بن عبدا لعزيز ونحن نترقب سرعة البدء في التوزيع فالتأخير مهما كان غير مبرر من أمانة المنطقة ولابد أن يكون التوزيع عاجلا وبأكبر عدد ممكن!
الخلاصة!!
إن توجه الخطوط السعودية لزيادة الرحلات اليومية من وإلى مطار حائل إذا ما تم سيخفف كثيراً من أعباء معقدة يتحملها المواطن حالياً في حائل فيما أن إنشاء مدينة طبية واعتماد تجهيزات تخصصي حائل وتشغيل عدد من المستشفيات في المحافظات وإمدادها بالاستشاريين والأطباء وبأعداد تسد كامل الاحتياج وكذلك سرعة البدء في توزيع الأراضي والمنح على المستحقين تأتي حالياً كحلول مهمة وعاجلة لا تحتمل التأخير وهو المطلب الأهم لدى نسبة كبيرة من الأهالي فهل يكون الحل قريباً؟!