|
إن الانتخابات البلدية تعتبر البوابة الرئيسية لمبدأ الشورى التي أمر الله بها في قوله {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ} الآية. فقرار مجلس الوزراء القاضي بتنظيم وتفعيل الانتخابات العامة للمجالس البلدية، يؤكد حرص الدولة وحكامها على توسيع المشاركة الشعبية في اتخاذ القرار، فهي التجربة الأم واللبنة الأولى لنموذج جديد في عملية صنع القرار، لتحسين أداء العمل الحكومي والاستجابة لمتطلبات السكان الحقيقية في إدارة الشؤون المحلية عن طريق الانتخاب وتفعيل المجالس البلدية ومشاركة المواطنين الإيجابية في تطوير الخدمات البلدية، مما ولد قناعة لدى المواطن بأن المجالس البلدية إنما هي ضرورة تحتمها المعطيات والظروف الجديدة، على الساحتين الداخلية والخارجية، وخطوة في تثقيف المجتمع بشكل تدريجي نحو اللامركزية، للانتقال إلى مراحل متقدمة من النضج والعمل الإداري المحلي، واتباع رؤية ونهج جديد في الإصلاح الإداري يتعدى الاهتمام بتطوير الأجهزة المركزية لتشمل نقل الصلاحيات لهيئات إقليمية ومحلية تتمتع بالاستقلال الإداري والمالي، والتي تتعلق بالتنمية بما فيها مشروعات المناطق والمحافظات لذلك فإن المواطن مسؤول عن اختياره الأعضاء المؤهلين ومجالسهم البلدية وتجعله في موقع المسؤولية مع الجهات الرسمية ومشاركته تأتي من خلال إعطاء صوته لمن يثق بأنه القادر على الإخلاص في أداء واجباته وتحمل مسؤولياته في كفاءة وأمانة والمعيار في ذلك والمقياس قوله تبارك وتعالى: {إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ}، وفي النهاية إن الانتخابات ظاهرة صحية تقود المجتمعات للبناء والنجاح بمشاركة فعالة وبناء تقوم على هدف سام وهو حماية المصالح الوطنية العليا.
رئيس بلدية روضة سدير