كلما عجزت إيران عن معالجة مشاكلها الداخلية والخارجية لجأ ساستها إلى المهاترات، والحملات الإعلامية المغرضة ضد السعودية ؛ لتستمر في غيها، وتتمادى في كيل التهم الباطلة، واللجوء إلى نشر الأكاذيب، وتلفيق الأخبار غير الحقيقية،
بهدف تضليل الرأي العام في قضايانا السياسية، وتحريفه. بات واضحاً أن الإعلام الإيراني لديه بحر من التضليل؛ من أجل تطويع الجماهير لأهدافه الخاصة. فهو يسعى إلى السيطرة على العقول، وتضليل الوعي الشعبي، وإشغال المتلقي عن مشاكله بشكل آني، وحصر مآزقه في بؤر استقطاب أخرى عديدة للرأي العام ؛ لينشغل الناس عما تعانيه الحالة الإيرانية.
أيضا يمتاز الإعلام الإيراني ببعده عن الموضوعية، وإخفاء الحقائق المجردة، فتجده لا ينشغل بأوضاعه الداخلية، بل بأجندته، وشعاراته الحزبية، فيتجنى على الحقائق، ويفسر المواقف حسب أهوائه، مما تسبب في غياب اتخاذ القرار الصحيح في مواجهة التطورات غير المحسوبة، أو التحديات المستجدة، وتجاوز واقعه إلى واقع أفضل منه، وأكثر تقدما، وازدهارا، ينسجم مع التطورات في المنطقة.
ولأن المملكة تترفع عن المهاترات الإعلامية المضللة التي تشنها إيران بين الحين والآخر، رغبة في إشعال نار الفتنة في المنطقة، وزجها في معارك جانبية، فإن المملكة لم تنجر - أبدا - إلى هكذا أسلوب، بل - دائما - ما قدمت إضاءات كاشفة ؛ للأحداث السياسية التي تمر بها المنطقة، منتهجة أسلوب النقاش السياسي - الجاد والرصين - الذي يخدم قضايا المنطقة، وهو ما عبر عنه صاحب السمو الملكي - الأمير - أحمد بن عبد العزيز - قبل أيام -، بأن: «السعودية لا تهتم بالتهديدات الخارجية، فالمملكة من جهتها لا يأتي منها إلا كل خير، وأي ادعاء من جهات أخرى لا نهتم به؛ لأننا نسعى بالخير، ونعمل من أجله، ليس فقط لأنفسنا، ولكن لجيراننا، ولإخواننا المسلمين عامة».
في وقت تتظافر فيه الجهود، والمساعي في البحث عن الخروج من مآزق المنطقة، وما يُكاد لها؛ للوصول بها إلى سلام واستقرار، يسعى الإعلام الإيراني - مع الأسف -؛ للتضليل، باعتباره الأداة الرئيسة في رسم واقع مزيف، يروج - من خلالها - إلى توجهات خالية من المهنية، والمصداقية؛ لتعطي رسالة واضحة، بأن: ما تنشره ليس هو الحقيقة، وإنما تسير وفق منهج، يهدف إلى تنفيذ أهدافه الرامية في التأثير سلبا على الرأي العام.
drsasq@gmail.com