تُتهم إفريقيا دائماً بأنها مصدر للأمراض ويشاركها شرق آسيا بذلك, لكن هذه المرة جاءت الأمراض والأوبئة والبكتيريا القاتلة من أوروبا البلد المتحضر الذي تحكمه قوانين ورقابة صارمة، ورغم ذلك جاءت بكتيريا (اشر يشيا كولاي) جاءت لتفلت من الرقابة الصارمة والقوانين والقبضات الحديدية وتولد من النباتات المعدلة وراثياً، وبالمقابل ما هي احترازاتنا واحتياطاتنا. يقول د. حمد الكنهل مدير إدارة مراكز الرصد وإدارة الأزمات بهيئة الغذاء والدواء: (إن السوق السعودية لا تستورد الخضار الأوروبية وليس لها انتشار في المملكة عدا بعض المراكز التموينية) انتهى... هناك إستراتيجية غير مكتوبة تعمل بها أجهزتنا وهي أولاً: الذي يتصدى للأزمة في البداية جهة مساندة وفي أزمة الخضار الأوروبية الملوثة ببكتيريا كولاي تصدى للأزمة حتى الآن هيئة الغذاء والدواء وتتحدث عن أزمة الخضار بأسلوب تطميني بالقول إنها لم تتجاوز القارة الأوروبية وتجزم بصورة قاطعة أن السعودية لا تستورد الخضار من أوروبا رغم أن التجارة تمر عادة عبر الوسيط الثالث.. نحن تعودنا مع بداية أي أزمة قاتلة عبارة: خلو المملكة من هذا المرض, أو عبارة أجهزة الرصد تؤكد عدم دخول حالات لدينا. أي صورة الجزم والقطع في منع دخول الأمراض والمصابين لبلادنا... ثانياً: غياب الجهات الفاعلة والمعنية في الأزمة وفي الخضار الأوربية الملوثة غياب وزارات: الزراعة، الصحة، التجارة، والجمارك غابت إعلاميا في التحذير باستثناء العبارة المكرورة: الوقاية بغسل الخضار الطازجة جيداً قبل الأكل، وغسل الأيدي جيداً بعد غسل الخضروات. كنا ننتظر خروج الوزراء لوسائل الإعلام والحديث عن الإجراءات التي اتخذتها وزاراتهم وجهاتهم الرقابية والخطوات الاحترازية والوقاية لحماية المواطن وبخاصة أن بلدنا تأوي إليه الوفود لتأدية العمرة طوال العام والحج موسمي, ونحن مقبلون على موسم رمضان حيث متوقع أن يزيد عدد المعتمرين والزوار لبيت الله ومسجد نبيه صلى الله عليه وسلم وهذا يتطلب العمل من الآن لتفادي شدة الأزمة في شهر رمضان واحتمالية انتشار الوباء وخروجه عن السيطرة في أوروبا وانتقاله للقارات الأخرى. وهذا الوباء قد ينتقل سريعاً من خلال دورات المياه العامة والطريقة التي تتعامل بها المجتمعات الشرقية في استخدام المرافق العامة.. ثالثاً: غياب تحديد الجهة المعنية في إدارة الأزمة وتحديد هوية الكارثة حتى يتم تحديد الجهة هل هوزارة الصحة أو الزراعة أو التجارة بدلاً من الاجتهادات الشخصية والدفع بالأزمة بين الجهات بصفتها مسؤولية مشتركة وانتظار مراكز صناعة الدواء ومختبرات أمريكا وأوروبا والصين لإنتاج الأمصال واللقاح وحقنها في أجساد المواطنين لنكتشف فيما بعد تفاصيل أخرى مختلفة، كما في إنفلونزا الخنازير التي صرف على أمصالها ملايين الدولارات دون جدوى أو حاجة, ونعرف سلفاً أن خطة مواجهة أزمة الخضار الأوروبية الملوثة ستتم عبر النصائح الطبية غسل الخضار جيداً وغسل اليدين بالماء والصابون حتى تصل أمصال وحقن أوروبا وتباع علينا بالمزاد.