الإحباط والشعور بأن لا مستقبل يستحق أن يتعايش معه الإنسان ليبقى في هذه الحياة، هو الذي دفع محمد البوعزيزي إلى إحراق نفسه وإشعال ثورة الشباب في تونس، وهي الحالة نفسها التي قادت شباب مصر إلى ميدان التحرير وإشعال ثورة 25 يناير.
الإحباط واليأس وضياع المستقبل وقود تشعل الثورات وتحدث التغيير الإيجابي مهما صاحب ذلك من ضحايا.
هذا الإحباط واليأس وانعدام المستقبل هو الذي يحرك الشباب الفلسطيني في مجتمعات لبنان وسوريا والأردن، للتمرد على من أرادوا لهم الاستكانة والاستسلام والبقاء في المخيمات بينما أرضهم ومنازلهم ووطنهم ينعم به الصهاينة اليهود الذين استقدموا من وراء البحار.
الفلسطينيون الذين حاولوا اجتياز الحدود مع لبنان، وأرادوا كسر حاجز الاحتلال في هضبة الجولان إنما يستلهمون من الثورات العربية، وأن العرب الآخرين بما فيهم الفلسطينيون في مناطق الحدود مع الأردن وقطاع غزة وشبه جزيرة سيناء لن تظل صامتة بعد أن تخلى العرب عن حراسة الكيان الإسرائيلي، إذ كانت القوات العربية هي التي ترد الجماهير العربية عندما تقترب من أرضها، وهي التي أمّنت سواء في لبنان أو سوريا ومصر والأردن حدوداً آمنة لإسرائيل.
الآن اختلف الوضع؛ فالشعوب لم تعد تقبل مثل هذا الأمر المخزي وإن أرادت إسرائيل أن تمنع الشباب من العودة إلى وطنهم فستقوم بما اعتدنا عليه من ارتكاب مجازر ومذابح وعندها سينفضح أمرها وأمر من يحمونها من العقاب الدولي.
ساعة التغيير وفرض إرادة الجماهير العربية قد حانت وإن تكررت محاولات الشباب في اجتياز الحدود في 15 أيار - مايو ذكرى النكبة، فإن الأمر تكرر يوم 5 حزيران، وسوف تتكرر المحاولات حتى يتحقق الهدف النهائي وهو تحرير فلسطين من دنس الصهاينة الإسرائيليين لإزالة دنس (النكسة) بتنظيف ما احتلوه من أراض عربية.
jaser@al-jazirah.com.sa