(هذا زمن انهيارات
الدكتاتوريات
ومحاكمة الطغاة
وفرار الأبالسة)
بالأمس وقف الجنرال الطاغية (راتكوملاديتش) القائد العسكري السابق لصرب البوسنة والمتهم بمجزرة (سربيرنيتشا) الذي نفذها في عام 1995م وهي ليست المجرزة والجريمة الوحيدة له بل مارس الإبادة وجرائم قتل ونفي وأعمال غير انسانية واحتجاز رهائن خلال حرب البوسنة (1992 - 1995م والتي راح ضحيتها مئة ألف قتيل وهروب 22 مليون لاجىء!!
والذي يتذكر ذلك الجنرال المتوحش وقسمات وجهه الصخرية وقلبه الحجري ومخالبه الدائمة كان يتساءل متى يسقط هذا الوحش البلقاني الأرعن ولكن الله سبحانه وتعالى (يمهل ولا يهمل) فقد انتهت تلك الحرب وظن ملاديتش أنه لن تطوله عدالة السماء ومن ثم عدالة الأرض تماماً كما قال الشاعر الراحل محمد الفايز.
(القاتلون
سيقتلون
وفي السماء
رب سيثأر للضعيف
إذا ازدراه الأقوياء)
أقول بالأمس ولدى قراءة التهم الموجهة إليه قال بعنجهية مريضة مهانة (كنت أعاني من توتر ولم أفهم سوى القليل مما تلته علي المحكمة، ثم أضاف أن هذه التهمة شنيعة ثم قال بانكسار مريع (أنا مريض ومسن الآن) وكأنه يطلب الرأفة ناسياً ومتناسياً ما جنته يداه على البشرية وبلا أية رأفة أو شفقة بالطبع لم يكن هذا الطاغية الأول الذي يحاكم الآن في لاهاي بل سبقه طغاة كانوا يفكرون مثله بمرض الزهو والعظمة القاتلة فقبله لقي المصير (بول بوت) زعيم الخمير الحمر في كمبوديا، وقبله (شايسكو) وقبله زعماء الرايخ الثالث النازيون الألمان، وقبله (حبة الأناناس) لأن وجهه يشبهها وأعني به جنرال بنما الذي (نسينا اسمه مع الأيام) وقبله كان صدام وبعده وبعده سيأتي العديد من الجنرالات الطغاة المرشحين للمحاكمة القادمة الذين للشرق الأوسط منهم النصيب الأكبر فهل يتعظ جنرالات العرب الذين يحصدون الآن شعوبهم بلا أية رحمة أو شفقة، فالتاريخ لا يرحم والله (يمهل ولا يهمل) فهل يتعظون؟!