العلم بالشيء لم يعد محكوماً بظروف التجهيل المغرض.
في عصر اليوتيوب والويكيليكس لا معلومة عن أي حدث تختفي إلى الأبد.
بعض من يصرون أن يشار إليهم بـ»عالِم» أو «إعلامي» لا يفقهون أن «العلم» ليس بئراً راكدة، بل محيط شاسع تتجدد مياهه كل يوم.
«العالِم» الذي يظن واثقاً أنه أدرك الحقيقة الدائمة غالباً يكون قد وصل إلى جلطة معرفية قاتلة له.. ولمريديه.
في مرايا تمجيد الذات: كل عمليات التبرير والتجميل لا تلغي الأصل ولا الصورة الحقيقية في ذاكرة من أسيء إليهم ولا تلغي ندوب جراح أرواحهم.
لا بأس أن تتأثر بك الجموع على ألا تقوم بدور ممثل طموح يبحث عن الأضواء ويظن أن المسرح مليء بمعجبين جهلاء.
لا يرحم الناس امرءاً لم يعرف قدر الآخرين؛ حتى لو ظن أنه يعرف قدر نفسه. أوضح دليل على الجنون هو أن تؤمن أنك المهدي الذي اختاره الله وينتظره الآخرون. كل من يؤمنون بمخلص منتظر يصرون على الانتظار.
متلقيك الأول هو الله العالم بالنيات. ولا تحتاج مترجماً أو منبراً أو كاميرا سكايب لتكلمه؛ فقط سجادة صلاة في زاوية هادئة.
في عصر الويكيليكس؛
لا تقل أن الله أمرك أن تحرق الخيمة..
أو أن الشيطان وسوس لك باختلاس أموال متبرعين لفعل الخير..
أو أن جنيّاً تلبسك لتزور أوراقاً رسمية وتتقبل رشوة..
أو أنك تحارب مخططاً أجنبياً لاختطاف عقول الشباب.
يظل الثابت أمام الله: أنت مسؤول عما تفعله يداك.
سبع لاءات في عصر الفضاء:
كائناً من كنت, إذا تحدثت عبر أي وسيلة إعلام محلية أو فضائية تذكر لاءات الإعلام العشوائي:
إذا قبلت الدعوة لنشاط مختلط لا تعتذر بأن المشارِكات «قواعد».
إذا لا تستطيع التخلي عن شغفك بالكلام تجنب الحش والتنابز بالألقاب، وعِظ بما يرضي الله قبل ترفيه السامعين.
لا تتهاون مع اتضاح الحقيقة لمجرد وضوح الهدف: تخيل أن هناك من يسجل كلامك ليرفع عليك قضية كذب أو تشهير أو تحريض أو تأليب، فليس كل من يسمعك جاهلاً بتفاصيل الحقيقة.. وليس كل من يسمعك ملتزماً بقضيتك.
إذا نقلت «ميمري» ما قلت أو كتبت لا تفرح فهو بالتأكيد سلاح لعدوك له حد واحد.. و»ميمري» سلاحها ما يقوله بعضنا عن بعضنا الآخر. لنا قضايا خلافية متعددة ولـ»ميمري» قضية واحدة.
لا تصدق الإشاعات المغرضة: ليس كل من يطالب بتعديل أوضاع الحارة والمجلس البلدي وسياقة المرأة للسيارة من زوار السفارات الأجنبية, وليس كل من يؤكد حقه كمواطن يود تغيير نظام الحكم.
لا تتعامل بعدم احترام مع الموبايل أو اللاب توب. ليس أي منهما كراسة شخصية تمزقها أو تحرقها متى شئت.. أو لوحاً حجرياً تكسره أو تمحوه متى شئت. كل ما تخط فيهما يسجَل أو يزيَف.. ويدوم مُحتفظا به أصلاً وتزييفاً. ولا تعول على الزمن لتغيير حرارة الحدث، فالعالم كله أقمار صناعية في عصر إعلام التويتر.