فاصلة:
((ما نبحث عنه نجده ..ما نهمله يفوتنا))
حكمة يونانية
أتعرفون ما هي مشكلة الطفل السعودي؟
ببساطة هي عدم ثقتنا به وبقدراته، وتعاملنا معه على أنه طفل لا يفهم العالم بعد، بينما هو يمتلك ذكاءً فطرياً يمكنِّه أن يفهم العالم من خلاله ومن خلالنا بإدراكنا لمهاراته وقدراته.
نشرت إحدى الصحف المحلية استطلاعاً على شبكة الإنترنت، أظهر أن أكثر من 45% من السعوديين لا يرون أن هناك حاجة إلى رعاية الموهوبين.
نعم، هذه هي الإشكالية فينا نحن وليس في الأطفال، فهم كبقية أطفال العالم يخلقهم الله مفطورين على الخير ولديهم كمّ من القدرات والملكات الخَلْقية، لكننا نحن من نقتل هذا الإبداع، إما بإهماله أو بالتركيز عليه أكثر من اللازم.
في الإهمال يحبط الطفل الموهوب الذي لا يلتفت أحد إلى ما يظهره من قدرات بل ولا يجد أي تشجيع فضلاً عن إيهامه بأنه لا يملك شيئاً بطريق غير مباشر عن طريق السخرية اعتماداً على عدم إدراكه.
على الجانب الآخر الإفراط في التركيز على موهبته وعزله عن مصاحبة الأطفال في محاولة للاعتناء به، وهي في الحقيقة قتل لطفولته.
وبالطبع مدارسنا تكمل هذا الدور التقليدي، ولذلك نجد أطفالنا في مدارس خارج بلادنا يبرزون ويُنظر إليهم بإعجاب لما لديهم من قدرات، كما أنه مؤخراً برز لدينا عدد من المخترعين والموهوبين من الجنسين، ولكن إذا نظرنا إلى طفولتهم فنحن نجد أن العوامل المساعدة لم تكن أسرة أو مدرسة تقليدية.
إذا آمنّا بالحقيقة العلمية التي تقول إن 95% من الأطفال يلدون ولديهم ذكاء يمكنهم من استثماره، بينما هناك فقط 5% جزء منهم عباقرة والباقي من ذوي القدرات الخاصة، فيمكننا إن نتعامل مع أطفالنا على أنهم جميعاً أذكياء وبحاجة إلى تشجيعنا حتى تظهر مواهبهم، فأنا هنا أتحدث عن الأغلبية الذين لديهم ذكاء يمكن تطويره وليس عن العباقرة الذين لديهم قدرات خارقة.
لذلك على مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهوبين أن تعتني ضمن برامجها بالوالدين في التوعية لأهمية تشجيع الطفل لأنه في الأصل موهوب.
nahedsb@hotmail.com