كلنا يعلم ما لمدير مكتب أي مسؤول من تأثير على قرار هذا المسؤول بحسن عرضه للأمر واختيار العبارات المناسبة التي تساعد المسؤول على اتخاذ قرار إيجابي أو سلبي تجاه الموضوع المطروح!!
خصوصاً إذا كان الأمر مكتوباً من صاحب الشأن أصلا بشكل غير واضح ومطول وغير مترابط وكذا مقدمي برامج الإفتاء!!
قد تستغرب ما علاقة الاثنين!!
إن مقدمي برامج الإفتاء على القنوات الفضائية يملكون سحراً عجيباً في إيضاح الأمر لفضيلة «الشيخ المستضاف» بحسن عرضهم للأمر أو نقله عن المستمع بشكل صحيح وواضح للمفتي.وقد أخبرني غير واحد من مقدمي هذه البرامج بذلك!! مما يستوجب على المستفتي اختيار صيغة واضحة عند طرحه لسؤاله. ولعلي هنا أقترح على كل من يريد الاتصال ببرامج الإفتاء بضرورة كتابة السؤال قبل الاتصال وإعادة قرأته والتأكد من أنه بالفعل ينقل ويعكس حال المستفتي وكذلك من الأفضل اختصاره قدر الإمكان وعدم إطالته والحرص على احتوائه لكل جوانب الأمر وعدم ترك فرصة لناقل السؤال من المذيعين وغيرهم بفهمه بطريقة مغايرة!! ومن ثم طرحه على الشيخ للحصول بإذن الله على الإجابة الشافية. المتتبع لبرامج الإفتاء «يلاحظ أحياناً» أن المذيع قد فهم السؤال بشكل يختلف عما طرحه السائل!!
وقد يكون الصوت غير واضح للمفتي أصلا عند طرحه!!وبالتالي يعاد طرح السؤال من المقدم بفهمه «هو» لا بما قصده «السائل» وبالتأكيد سيجيب فضيلة المفتي على ما طُرح عليه من قبل المذيع!!ومن الطبيعي أنه غير ملزم بالبحث عن كل متصل وهل فعلاً كان هذا سؤاله!! وهنا يجد المتصل نفسه في حرج هل هو ملزم بهذه الفتوى أم يلزمه إعادة طرح سؤاله مرة أخرى على نفس الضيف أو مفتي آخر. من الخطأ «برأيي» جمع الأسئلة من المتصلين واحداً تلو الآخر ثم سردها مرة واحدة على «الشيخ» فقط لتنظيم الحلقة وليخرج «المذيع الأنيق» بشكل يرضيه على الشاشة!! وبدعوى اختصار الوقت!!بحسبة بسيطة نجد أن هذا الأمر «ضاعف الوقت» ولم يختصره لأن السؤال سيطرح مرتين من المتصل مرة ومن المذيع مرة أخرى وكأن فضيلة الشيخ لن يفهم إلا صوت المذيع!!. إنك مؤتمن فقط لربط السائل بالمفتي وتنظيم الحوار بينهما ليتأكد السائل أن سؤاله وصل بشكل صحيح وترك الأمر «لفضيلة الشيخ» للاستفسار عن حال السائل ومناقشته.
السؤال هنا وبكل وضوح متى تنتهي وصاية المذيعين في برامج الإفتاء؟!
وهل يمكن الاستغناء عنهم ليتحاور المفتي مع السائل مباشرة؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.net