أشار الدكتور سعد اليوسف، استشاري أمراض قلب الأطفال، في أكثر من محاضرة، آخرها كانت الأسبوع الماضي بالمدينة المنورة، إلى أن قائمة الانتظار للعمليات الجراحية للأطفال حديثي الولادة، تواجه مأزقاً كبيراً. وهذا المأزق يكمن في ارتفاع نسبة الوفيات لهؤلاء الأطفال، قبل أن يحظوا بفرصة الحصول على سرير في مستشفى حكومي، نسبة تصل (حسب الدكتور اليوسف) إلى 14% سنوياً.
14 طفلاً، من كل مئة طفل، يموتون سنوياً، قبل أن تمتد لهم يد الطبيب أو الجراح، لكي ينقذهم بعد الله من الموت. وكل هؤلاء نفقدهم، لأن سياسة التعامل مع تنويم المرضى في مستشفياتنا الحكومية، تحتاج إلى إنعاش عاجل! وحينما أقول سياسة التعامل مع تنويم المرضى، فهذا يشمل، وضع الأولوية لخطط توسعة أقسام التنويم ووحدات العمليات الجراحية والأقسام التابعة لها.
ربما سيكون بمقدور الأرقام التي لا يتجرأ بعض الأطباء والجراحين لنشرها، لاعتبارات شخصية!، أن تقنع واضعي الإستراتيجيات الصحية، بأهمية التحرك السريع جداً، لحل إشكاليات كبيرة، على رأسها نقص أعداد الأسرة في أقسام التنويم ووحدات العناية المركزة، وعدم توفر تجهيزات القسطرة القلبية والتنقية الدموية والأجهزة الإشعاعية المتقدمة للفحص المبكر للأورام.
نحن لا يهمنا مداخل السجاد الأحمر في المستشفيات ولا مواقف السيارات المظللة، يهمنا ألا يموت كل هؤلاء الأطفال، دون أن يتذكرهم أحد!