لعلكم مازلتم تتذكرون خطاب سيف الإسلام القذافي في بداية أحداث الأزمة الليبية، الذي قوبل بالاستهجان، وهو نسخة مكررة من خطابات والده، المليئة بكل أنواع السب والشتم، وعبارات التخوين وقذف التهم، لقد استخدم ابن القذافي من قاموس والده نفس الألفاظ، ليصف العرب، وجامعة الدول العربية بعبارات (........) لا يمكن لي ذكرها هنا، لكنه فاخر بها أمام وسائل الإعلام الذي نقلها كما هو يفاخر بأنه ابن زعيم عربي حكم شعبه ما يزيد عن 42 سنة، هو الآن يلقن شعبه الويلات، وأصناف العذاب، ورغم ما سمعنا من قاموس الشتائم والتخوين من سيف الإسلام للعرب والبلدان العربية، لأنها لم تقف معه، وهو يقمع شعبا أعزلا، فلم نستغرب أن يكون قاموس القنوات الفضائية الليبية، من السب والشتم شبيها بما، سمعناه من القذافي وابنه، فهي تغرف من نفس القاموس القذافي، الذي أدرك بعد 42 سنة أنه يحكم شعبا من «الجرذان، والمقملين، والمهلوسين، والجراثيم، والحشرات»، لقد وصف شعبه، في سابقة لم نعهدها عند حاكم عربي وصف شعبه بتلك الأوصاف القاذعة، مهما كانت ردات فعلهم، فكيف لا يأتي على نهجه سيف الإسلام ابنه، ليصف العرب بعبارات مخجلة، ويلقي تهما باطلة، ولم يكن للحكمة فرصة في التفكير في كيفية حال العلاقات مستقبلا، والقذافي وابنه يهذيان بعبارات لا يقولها الزعماء في حق شعوبهم، ولا في حق الشعوب الأخرى، حتى يصف بلدين مجاورين هما مصر وتونس، بالفقيرة والحقيرة !! فوق ما يتخيله المرء من سقوط في أوحال الأخلاقيات السيئة فمصر هي مصر، وتونس هي تونس، والعرب هم العرب حكاما وشعوبا، يعتزون بماضيهم وتاريخهم، ونحن في الخليج رزقنا بحكام، يعانقون الثريا سموا في الأخلاق، وعلوا في اختيار العبارات، لا ينزلقون إلى تبادل العبارات الساقطة مع من يسهل عليه أن يلوكها في لسانه ثم يستفرغها، ممن رضعها منذ نشأته، قادتنا تربوا على الفضائل، واعتنقوا القيم، فلا تعنيهم سفاسف الأمور عندما يرددها الآخرون، ولا ينجرون إلى مزالق تبادل قواميس السب والشتائم مع الناعقين بها، لأن قاموسهم الأخلاقي أوتي حظا من أخلاقيات الإسلام، وتقاليد العروبة الأصيلة ومنهما يستقي، لهذا فهم يسمون بعباراتهم، من أن تأخذهم إلى حيث لم يتربوا عليه ولم يعتادوه، من قواميس الشتم والسب والعبارات الشوارعية التي يجيدها الآخرون، وصدق العرب «من شابه أباه فما ظلم».