سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة سلمه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... وبعد:
حمل عدد صحيفتكم الموقرة رقم 14119 وتاريخ 23-6-1432هـ في صفحة وجهات نظر مقالاً بعنوان (يا دكتور ناصر العمر دعواك على سمو وزير التربية والتعليم هزل فاضح) لكاتبه عبدالعزيز ابن عبدالله الرشيد، تمحورت فكرته في الرد على أسلوب المناصحة الذي سلكه الدكتور ناصر العمر حول قضية تدريس المعلمات للطلاب حتى الصف الرابع، ولي على هذا المقال مآخذ منها:
1 - عمد الكاتب إلى وضع مقدمة جعلها تمهيداً وسنداً يقوي طرحه ويعضد حجته التي حملها المقال، والحقيقة أن تلك المقدمة أخذت مساحة كبيرة تمنيت أن يملأها بما يفيد القارئ، لأن القارئ في هذا الزمن يحبذ الإيجاز قدر المستطاع ويأخذ العبرة بالفائدة المستندة على المعلومة الموثوقة لا بالإطالة، فقد يخيل للقارئ أن تلك المقدمة سرد لسيرة والد كاتب المقال وعمه.
2 - ذكر الكاتب أن فكرة تدريس المعلمات للطلاب ليست حديثة العهد فقد وجدت قبل أربعين عاما -على حد تعبير الكاتب- وهنا يحضر في الذهن سؤالان:
الأول: لم تعذر تطبيقها زمنا طويلا؟
الثاني: إن التوجيه كان يقضي بإسناد مهمة التدريس للصفوف الدنيا في المرحلة الابتدائية بينما ذكر الكاتب أن التوجه يشمل الصف الرابع؟ فهلاّ تحرى الدقة قبل الخوض في أمر لا يعلم دقائقه.
3 - ظهر في مقال الكاتب الكريم الانتقائية حيث نقل بعض ما ذكره الدكتور ناصر العمر فيما يؤيد فكرة مقاله فقط.
4 - استند الكاتب في انتقاده للدكتور ناصر العمر إلى موقع اليوتيوب العالمي، وهذا الموقع له ما له وعليه ما عليه.
5 - ألمح الكاتب في طرحه وربما وصل إلى درجة التصريح إلى وصف الدكتور ناصر العمر بالوصي على المجتمع وأن طلبة العلم انحصر عملهم في الوصايا لا في نشر العلم والدعوة والمناصحة لولي الأمر وعامة المسلمين وقد وقع الكاتب شعر أم يشعر فيما نهى عنه غيره حيث نصب نفسه وصياً على وزارة التربية والتعليم ومسؤوليها الذين هم أدرى وأعلم بشؤونها وما يخدم أهدافها، فهو أقرب إلى قول الشاعر:
لا تنه عن خلق وتت مثله
عار عليك إذا فعلت عظيم
6 - أنكر الكاتب على الدكتور ناصر العمر تمسكه بقاعدة (سد الذرائع) ووصفها بأنها سبب تأخر الأمة ومنع الخير عنها وكما يعلم الجميع أن تلك القاعدة الفقهية يحتج بها لدفع المفاسد وجلب المصالح والمنافع، والشرع الحنيف جاء بأحسن المقاصد وأنبلها وأسماها وهذا ما لا يجهله الكاتب وغيره.
7 - أقحم الكاتب نفسه في قضية تربوية تعليمية بحتة من اختصاص التربوية فكيف سوغ لنفسه ذلك الإقحام؟
ختاماً أود أن أذكر نفسي قبل الكاتب الكريم بأن كلامنا يؤخذ منه ويرد إلا صاحب ذلك القبر عليه الصلاة والسلام.
عبدالعزيز بن سليمان بن محمد الحسين