طالعت ما كتب في الصفحة الأولى في عدد يوم الجمعة 1 رجب وبعنوان: (لجنة عليا لوضع إستراتيجية وطنية للرياضة المدرسية)، وللأسف أن حال الرياضة المدرسية في مدارسنا وبكل صدق ووضوح وشفافية لا تتعدى ما يقوم به مدرس الرياضة من توزيع طلاب الصف إلى فريقين داخل الملعب وتسليمهم الكرة ليبدؤوا باللعب ويكتفي بمراقبتهم والجلوس على الكرسي حتى جرس نهاية الحصة، ولا يُلام ذلك المدرس بإدارته حصة التربية الرياضية بهذا الشكل البدائي السلبي، فأغلب مدارسنا تفتقد أبسط مقومات ممارسة الأنشطة الرياضية على الوجه الأكمل، فما هو مخصص لممارسة الأنشطة الرياضية في مدارسنا (أرض ترابية جرداء) لتقوم بعد ذلك إدارة المدرسة وبجهود ذاتية من معلم التربية الرياضية بتوفير الأدوات اللازمة لممارسة النشاط الرياضي كالكور والشبك وبصفة متتابعة ومستمرة وكأن حصة التربية الرياضية في المدارس مقتصرة على كرة القدم فقط، أما حال المدارس الأخرى واجتهاداتها في توفير المكان المناسب لمزاولة حصة التربية الرياضية فهي عبارة عن معالجة الخطأ بخطأ أكبر وهذا ينطبق على بعض مدارس (تعليم شقراء) في فترة سابقة وحالياً عندما قامت تلك المدارس بزراعة أرضية الملعب بالعشب الطبيعي وعلى حساب المعلمين والمقصف المدرسي والمشكلة أنه يتم سقيا ذلك العشب من خزانات المدرسة بماء الشرب وارتفاع فاتورة التكاليف وهدر المياه المعدة للشرب للطلاب، فالرياضة المدرسية في مدارسنا في حال يُرثى لها قائمة على أسلوب ونمط وروتين واحد لا يخدم الطالب ولا العملية التعليمية ولا تقوُّم أجسام النشء بالشكل العلمي الصحيح، فمعروف أثر الأرضية الترابية على صحة الطالب وأيضاً معروف أهمية الرياضات المتنوعة الأخرى وأهمية ممارستها في المكان المناسب الملائم مثل ألعاب الجمباز أو ألعاب الدفاع عن النفس كالجودو والكاراتيه أو الألعاب المهمة الحركية الأخرى ككرة الطائرة والسلة والتنس وأهمية ممارسة تلك الألعاب الرياضية وتعليمها للنشء ولكن البنية التحتية للرياضة المدرسية غير ملائمة وغير مهيأة للإبداع الرياضي وممارسة الأنشطة المتنوعة التي تراعي الفروق الفردية لدى اهتمامات الطلاب في اختيار النشاط المناسب المحبب لديهم والملائم للتركيبة الجسدية لديهم، فهناك عدة حلول لإنعاش الرياضة المدرسية وبث الروح فيها وتجديد الدماء في بناها التحتية وخصوصاً أن الوزارة حالياً قطعت شوطاً كبيراً في بناء المدارس الجديدةإحلالها مكان المدارس المستأجرة، فالمفترض على الوزارة أن تقوم بإضافة (صالات رياضية مغلقة) في كراسي مخططات المدارس الهندسية وقبل تسليم المشروع للشركة المنفذة ويتم تنفيذ تلك الصالات في فناء المدارس ومزودة بالتكييف ومعدة لممارسة شتى الأنشطة والألعاب وتكون مكاناً مناسباً لتعليم كافة المهارات الرياضية الأخرى، فأعتقد أنه من غير المناسب للمعلم والطالب أن يتم ممارسة النشاط الرياضي في الحصة الخامسة في تمام الساعة الحادية عشرة والنصف تحت درجة حرارة (45 درجة) وعلى أرض ترابية تتطاير منها الأتربة والغبار في ذروة فصل الصيف، وفي المقابل ليس من الوجاهة والمنطق أيضاً إلغاء حصة التربية الرياضية على الطالب بسبب حرارة الجو أو بسبب الغبار وبخاصة أن أجواءنا في الصيف غالباً ما تكون مغبرة، فوجود تلك الصالات الرياضية المغلقة سيحل الكثير من المعضلات الصحية والإدارية فيما يتعلق بدرس التربية الرياضية، فأعتقد أن (مشروع الصالات الرياضية) في المدارس الجديدة أو القديمة أصبح حاجة ملحة وقائمة وسيكون التفاعل أكبر في الحصة لتنوع الأنشطة المنفذة ولتواجد المكان المناسب والمريح والصحي لممارسة الرياضة المدرسية وبشكل مُرضٍ، وأعتقد أن الإستراتيجية الوطنية للرياضة المدرسية عليها البدء بالخطوة الأولى في مشروعها ألا وهو توفير الأمكنة المناسبة لممارسة الرياضة المدرسية لتكون تلك الأماكن هي الركيزة للتطوير الرياضي المدرسي.
عبد العزيز بن سعد اليحيى
شقراء