فاصلة:
(العلم بلا ضمير ليس سوى دمار النفس)
حكمة عالمية
لم أصدق أبداً أنه يوجد من الطلاب السعوديين من يمكن أن يستخدم العلم أداة يخون بها دينه ويخون الأمانة العلمية بشكل سافر يخلو من كل القيم الإنسانية.
الحكاية هي أن بعض الطلاب وأتمنى أن يكونوا قلّة حينما يقدمون أبحاثهم يعطونها إلى مصححين ولا يراجعون ما تم من تصحيح ويسلمونه إلى مشرفهم في الجامعة، أو أن بعضهم يتزلف إلى مشرفه الغربي ويحاول أن يقدح في الدين الإسلامي والعروبة تبرءاً من التخلف من وجهة نظره وتقرباً إلى حضارة الغرب.
أجزم بأنه لا يوجد مبرر يجعل طالب سعودي يقدم بحثاً عن ذوي الاحتياجات الخاصة فيذكر فيه أن الإسلام لم يهتم بالمعاقين وأن المسلمين يخفون المعاق ولا يظهرونه في الحياة العامة لشعورهم بالعار من إعاقته.
هل يوجد بيننا كمسلمين من لا يعرف رحمة الإسلام بالمعاقين والمرضى؟.. هل منا من لم يدرس في مدارسنا قصة عبدالله بن أم مكتوم الأعمى الذي حضر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليجلس معه فأعرض عنه الرسول لانشغاله بدعوة كفار مكة وأدار وجهه عنه والتفت إليهم،، فجاء عتاب الله لنبيه:{عبس وتولى أن جاءه الأعمى....}، وكان صلى الله عليه وسلم كلما رآه هش له ورحب وقال: (أهلاً بمن عاتبني فيه ربي...).
ألم يستطع هذا الطالب ببحث بسيط عبر أي محرك بحث في شبكة الإنترنت أن يعرف أن الخليفة عمر بن عبدالعزيز قد حث على إحصاء عدد المعوقين في الدولة الإسلامية، ووضع الإمام أبو حنيفة تشريعاً يقضي بأن بيت مال المسلمين مسؤول عن النفقة على المعوقين، أما الخليفة الوليد بن عبدالملك فقد بنى أول مستشفى للمجذومين عام 88هـ وأعطى كل مقعد خادماً وكل أعمى قائداً، والأمويون أنشؤوا مستشفيات للمجانين والعميان بل وكتب كثير من علماء المسلمين عن المعاقين مما يدل على اهتمامهم بهم.
المعلومة الخاطئة كارثة في البحث العلمي فكيف إذا كانت المعلومة متعلقة بديننا الإسلامي؟
من المؤسف أن يتخلى بعض الطلاب عن الأمانة العلمية مهما كان مبررها خاصة وأن تكون الخيانة العلمية في ديننا الذي هو أعز ما نملك.
nahedsb@hotmail.com