في كل عام -وتحديداً في «شهر رمضان المبارك»- الذي أسأل الله أن يبلغنا وإياكم «صيامه وقيامه» تخرج على الشاشات العربية الكثير من الأعمال الفنية التي تثير ضجة كبيرة عند عرضها، وفي كل موسم.
حينما تطلق أعمدة الصحف الآهات على ما يعرض وتمتلئ أروقة المجالس بسيل من الانتقادات بعد عرض كل حلقة.
هذا لا يصلح! لماذا لا يقدم كذا؟!
لماذا لا يتم مناقشة هذه المواضيع؟!
أنقذوا رمضان من هذه التفاهات...إلخ من الأحاديث التي لن تغير في الواقع شيئاً؛ فالحلقات سجلت ومنتجت وسلمت للبث، ولن يستطيع أصحاب العمل التغيير أو التبديل في وقت العرض تلبية لصرخات المنتقدين!!
وفي كل عام أيضا يتم نسيان الفعل وردة الفعل مع لفائف السنبوسة ورشفات التوت وملايين التعميدات التلفزيونية!!. «وكنك يا بوزيد ما غزيت»
الآن، وفي هذه الأيام تحديداً شهري «رجب وشعبان» يتم تسجيل وإعداد عشرات الأعمال التلفزيونية والبرامج الرمضانية، وهو وقت يجتهد فيه الكثير من المنتجين والممثلين لمسابقة الزمن ليحظوا بالنصيب الأكبر من «كعكة رمضان التلفزيونية».
السؤال المطروح: كم عدد من يتذكر من المنتجين والمتلقين على حد سواء تلك الانتقادات؟!
وهل القائمون على هذه الأعمال يتذكرون اليوم صرخات المشاهدين في العام الماضي؟!
وإلا « إذن من طين وإذن من عجين « وما نريكم إلا ما نرى!!
همسة لكل «لوكيشن تصوير» يتم إعداده في هذه الأيام ليعرض علينا «نتاجه» في تلك الأيام: اتقوا الله أولا في رمضان واعملوا على جمع انتقادات وملاحظات المشاهدين العام الماضي وخذوها بعين الاعتبار لنرتقي بطرحنا.
كم أتمنى أن نصل ولو لمرة واحدة في الوقت المناسب في هذه القضية تحديداً.
وعليه، أعتقد أن كل صاحب «رؤية» ملزم هو أيضا بتقديمها وتجديد طرحها اليوم في الوقت المناسب وقت صنع الأحداث لا وقت مشاهدتها مع التهام ما لذ وطاب!!
افعلوا ذلك.. قبل أن تطير الطيور بأرزاقها!!
ودعونا نتعلم النقد بعيداً عن السنبوسة هذا العام!
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.net