القصة التي نشرتها جريدة عكاظ قبل أيام، عن سيدة الأعمال التي اختطفها سائقها إلى منطقة مهجورة، وفعل بها الفاحشة، دون أن تتجرأ على مقاومته، إذْ كان ثملاً ومسلحاً، تعيدني بالذاكرة إلى سائق آخر اغتصب طفلاً في السادسة من العمر في كراج البيت، وعندما شاهده الأب، قطع عضو السائق التناسلي، ورماهما في الشارع. وتم نقله إلى أقرب مستشفى، وكان المستشفى التخصصي، وأثناء إجراء جراح التجميل العملية له أفاق السائق من البنج، لأنه مدمن على المخدرات، وغرس سكاكين غرفة العمليات في ظهر الجراح، وكان واحداً من أهم جراحي التجميل في العالم، فأرداه قتيلاً.
القصتان بينهما ثلاثون سنة تقريباً. وأثناء هذه الحقبة الزمنية، حدثت من السائقين جرائم، لا يمكن حصرها، كل جريمة تقول للجريمة الأخرى: يا حليلك. وكل واحدة من هذه الجرائم، كانت سبباً في تصدُّع أسرة أو في دمار أحد أفرادها أو جمعيهم. ومنذ أول سابقة لسائق، وحتى اليوم، لم نشهد تحركاً مؤسساتياً أو مجتمعياً واحداً، لاتخاذ موقف ولو شكلي، للاحتجاج على وجود مثل هذه الظاهرة في بلادنا: ستقولون، إنّ مشاكل السائقين موجودة في كل مكان في العالم، فهل على رأسك يا سعودي ريشة؟! لا، ليس ثمة ريشة ولا ألوان! المسألة أنّ سكوتنا يزيد من هذه المشاكل شيئاً فشيئاً، إلى درجة تحوّل فيها السائق إلى ذئب الأسرة!