في عالمنا العربي معارك طاحنة ومعارضة وثورات وقتل وسلب ونهب وتمرد وعصيان وزعزعة أمن وتدمير لمقدرات الدول والشعوب وتفريق للصفوف وتسميم للعقول وكأن العرب لم يكونوا {خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ}.
إن الفتن والأحداث والتداعيات الخطيرة والتي وصلت إلى حد إراقة الدماء بين أبناء الوطن الواحد مقابل اختفاء أصوات العقل والحكمة والرأي النير. لقد غير العالم نظرته نحو العرب وأمجادهم وتأريخهم وأصبح أعداؤهم يجتمعون على أن العرب غير قادرين على حل قضاياهم الداخلية والخارجية، وإن إرادة المواطن العربي أصبحت مشلولة وأصبحوا يرضون بالذل والهوان.
لقد كان العرب يتفاخرون أمام الحضارات الأخرى بأنهم أهل النخوة وأهل الحكمة لهم مع الحق صولات وجولات ولهم ضد الباطل مواقف ثابتة لا ينكرها التاريخ. إن السؤال المحيّر لماذا كل هذه المصائب!! فهل أصبح المواطن العربي لا يجيد لغة الحوار ولا يجيد لغة التفاهم وهل أصبحت مبادئ التراحم والتلاحم والمحبة في مهب الريح. وهل أصبح العربي يرفض العيش الكريم الذي مصدره الأمن والأمان وهل أصبح العربي يرضى أن يقتل إخوته ويفرح بذلك، وهل أصبح علماء الأمة ومفكروها وقادتها ووجهاؤها يسكتون عن الحق لهذه الدرجة؟.. وهل أصبحت القيم والفضائل من ضروب الماضي؟.. وهل أصبحت عبارة «ارحموا عزيز قوم ذل» لا قيمة لها في عصر التقدم العلمي.. إن كل عربي غيور يحزن ويتألم لما آلت إليه أوضاع أمته ويتساءل آلاف المرات أين مكارم الأخلاق وإغاثة الملهوف ومساعدة المحتاج والتكافل الذي أمرنا به الدين الحنيف أين التعاون على البر والتقوى؟.. أين توحيد الصفوف؟.
إن ديننا وأخلاقنا وتاريخنا ومكانتنا ترفض كل ناقصة وتؤيد كل فضيلة. أيها العرب إنكم مدعوون إلى توحيد الكلمة وتوحيد الأهداف ونبذ الشر وترسيخ مبدأ العدل والمساواة فلماذا هذا التشرذم وهذا التفرق أفيقوا فإن أعداءكم يحيطون بكم من كل جانب وعودوا إلى كتاب الله وأقوال سيد البشرية -صلى الله عليه وسلم- إن كل عربي ينتظر ماذا أنتم فاعلون؟. وبالله التوفيق.