هي مريم بنت الشيخ عبد الله بن سليمان بن عبيد، أحد علماء نجد. عيّنه الإمام سعود بن عبد العزيز ثالث أئمة الدولة السعودية الأولى قاضياً في جلاجل، ثم عيّنه قاضياً في بلاد الجبل - حائل -، وكان أمير حائل يستشيره في الأمور المهمة. بناءً على توصية الإمام سعود له، وقد بقي هناك حتى عام 1233هـ. حيث ولاه الإمام تركي بن عبد الله، مؤسس الدولة السعودية الثانية، القضاء في منطقة سدير ومقره المجمعة، وبقي في قضاء المنطقة إلى أن توفي عام 1241هـ.
هذه الفاضلة مريم بنت الشيخ عبد الله هي والدة الشيخ - ناصر محمد المزيني إمام مسجد الحارّة بالمجمعة لمدة تزيد على الثلاثين عاماً. عرفت بالورع والتقى وكثرة الصدقات على الفقراء والمحتاجين .. وقد أمد الله في عمرها فعايشت الأحداث التي حصلت أواخر الدولة السعودية الثانية وما تلاها من غياب شمس الدولة السعودية.. الذي أصاب الجميع آنذاك بالحزن والأسى. ويعبر عن ولاء هذه الفاضلة ومحبتها لآل سعود، أنها لما علمت بعزم الأمير عبد العزيز بن عبد الله الفيصل على استعادة الحكم السعودي ودخوله الرياض عام 1319هـ بعد المحاولة الأولى عام 1318هـ، نذرت على نفسها إنْ أظهر الله عبد العزيز، أن تصوم شهرين متتابعين شكراً لله على ذلك. وبالفعل لما دخل الملك عبد العزيز الرياض، وبدأ يمتد سلطانه.. أوفت بنذرها وبدأت صيامها.. وكان عمرها آنذاك قد تجاوز التسعين. فلما أكملت الشهر الأول خيف على صحتها لكبرها.. فأصروا على أن تطعم عن كل يوم من الشهر الثاني مسكيناً وتفطر، وذلك بعد استفتاء الشيخ - أحمد بن عيسى، قاضي المجمعة قبل الشيخ عبد الله العنقري، ولكنها رفضت ذلك وأكملت صيامها الذي نذرت به ..
هذا مثال من أمثلة محبة هذا الشعب لهذه الأسرة المالكة الضاربة جذورها في تاريخ نجد.. وذلك لما يتصف به قادتها من عدل، وتواضع، وتسامح، ولطف مع الناس..
فهذه الأسرة تعامل شعبها معاملة الأب لأبنائه .. ترفق بهم، وتغمر محسنهم بالإحسان، وتغض الطرف عن مسيئهم حتى يرعوي، ولا تضطر للعقاب إلا مكرهة. - إنها القيادة الأبوية - أدام الله على بلادنا نعمة الأمن والاستقرار - ولنا في حال من افتقدهما ممن حولنا عبرة لمن يعتبر - وذلك في ظل هذه الدولة السنية، والقيادة الصالحة وعلى رأسها أبو متعب خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وإخوانه الميامين.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
المجمعة ص ب 82