القذافي في خطبته الشهيرة والتي ردد فيها العبارة الأشهر: (زنقة زنقة) كان جزءاً غير قليل من حديثه قد استلهمه من وقائع تاريخية لمن وصفهم بالمجاهدين من أفراد أسرته ضد الاحتلال الإيطالي، وفي حديث المصريين عن ثورتهم يتحدثون عن جوانب تاريخية عن هذه الثورة وتاريخ مصر أمام المحتل الإنجليزي، وفي سوريا عند الحديث عن مدينة درعا كان الحديث عن تاريخ هذه المنطقة وأنها أنجبت شخصيات تاريخية شهيرة مثل الشاعر أبو تمام والعالم الكبير النووي، وفي اليمن الآن حديث مطول عن الحكم الإمامي الذي أسقطته الثورة اليمنية، والمشاهد الآن في هذه الدول التي حدثت فيها هذه المشاهد الكبرى أن جل المتحدثين في الجوانب السياسية تحولوا إلى مؤرخين يربطون القديم بالحديث ويذكرون تاريخ كل مدينة ودورها التاريخي.
طبعاً أنا لا أعترض على هذا، بل أسعد كثيراً بأن يكون التاريخ حاضراً في حديث أي فرد من الناس وبخاصة الشخصيات العامة، وأتذكر أن أحد المؤرخين الغربيين له حديث مفاده: أن تصوُّر أي حادثة تمر بنا لا يكون كاملاً ما لم ندرس مراحلها التاريخية.
وقبل أن أختم حديثي أسأل: هل ما نجده الآن من حديث تاريخي جميل عن شخصيات وأعلام ودول ومواقف هو استفادة من تاريخنا العريق للاستفادة منه في المستقبل، أم هو توظيف للتاريخ لاستفادة أخرى؟.
لا شك أن هناك من يستفيد من التاريخ، وهناك من يوظف التاريخ أو يستغله، ويبقى التاريخ هو السجل الذي يوثق لنا كيف تعاملنا مع التاريخ!!
للتواصل - فاكس - 2333738
tyty88@gawab.com