على بعد آلاف الكيلو مترات، يقوم قطاع حرس الحدود بواجب الحفاظ على أمن الوطن، وحماية حدوده، وردع المتسللين من أي جهة كانوا، على مدار الساعة؛ ليكونوا سداً منيعاً في وجه المجرمين، أو المتسللين من الداخل والخارج، براً وبحراً.
وهذا ما يعنيه تماماً، من أن تحقيق تكامل الإستراتيجية الأمنية للمملكة، تقتضي فرض السيطرة الكاملة على مناطقها، ومنع المتسللين من تجاوزها أياً كانت نواياهم، أو حتى تقديم الخدمات الإنسانية للتائهين.
تتوالى إنجازات رجال حرس الحدود يوماً بعد يوم، نظراً لما يتطلبه مهام عملهم من يقظة، وانتباه، رغم الأجواء المناخية المتقلبة، وظروف البيئة الصعبة التي يعيشونها؛ ليسطروا بعزيمة الرجال المخلصين، لوحة فسيفسائية جميلة، فيها كل الألوان والأشكال، رُسمت برائحة الشجاعة والثبات. أعلنوا من خلالها، على تأكيد مرحلة جديدة من الصراع مع أعداء الوطن، لاسيما وأن بلادهم مستهدفة بأراضيها وشعبها ولحمتها الوطنية.
كانت محاولة التسلل من المملكة إلى الحدود اليمنية قبل أيام محاولة باءت بالفشل، خاصة وأن من قام بها ينتمي إلى أفراد الفئة الضالة، مما أعطى رسالة واضحة تدل على تعامل رجال حرس الحدود، كشريك فاعل في التصدي للحالات الإرهابية، وبالقدر نفسه من النجاح في متابعة الفئة الباغية، وتطهير البلاد من قوى الإرهاب.
لم يكن أحد أهم نتائج الحدث، هو دحر الإرهاب فقط، بل كان التأكيد على روح التضحية، والإصرار على إنجاز المهمة، وإعلان صيحات النصر، حتى لو كان الثمن هو بذل النفس، وهو ما قام به العقيد عبدالجليل العتيبي، والرقيب براك الحارثي؛ ليرتقيا شهيدين بإذن الله؛ وليكون الدليل واضحاً، بأن الرد على من يمس شبراً من أرض الوطن بسوء، هو ما يراه، لا ما يسمعه.
إن حب الوطن أمر طبعي، بل هو من الإيمان، والدفاع عنه غريزة فطرية. وما يقوم به قطاع حرس الحدود من القيام بدورهم على أكمل وجه، والذود عن حياض الوطن ضد المعتدين، وصون مكاسبه ومنجزاته، والحرص على أمنه واستقراره، دليل على تقدير المسؤولية. ويكفيهم شرفاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بشرهم بأن: «الرباط في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها».
drsasq@gmail.com