|
كتب - فهد الشويعر
في بداية تسعينات القرن الماضي، وبالتحديد سنة 1989م، توقف فنان العرب محمد عبده عن الغناء عدة سنوات، إلى جانب توقف الفنان الراحل (أيضًا) طلال مداح عن النشاط المسرحي، ما ترك فراغًا كبيرًا في الساحة الغنائية، وهو ما (عجّل) وساعد في ظهور أسماء جديدة وتألق أسماء أخرى قديمة، كل ذلك كان في ثماني سنوات فقط هي فترة توقف فنان العرب.
ففي تلك السنوات تألق الفنان عبدالمجيد عبد الله على المستوى المحلي والخليجي والعربي، وكذلك زميله الفنان راشد الماجد، أضف إلى ذلك ظهور فنان (شعبي) جديد يغني باللهجة المحلية المقعرة وصوته يتناسب مع منطقة نجد اسمه خالد عبدالرحمن، وهو الاسم الذي كان الأبرز في تلك الفترة خلال فترة توقف محمد عبده.
وبالرغم من نجاح خالد عبدالرحمن في الأعمال المسجلة إلا أنه جرب الغناء على مسارح القاهرة ففشل، ما لبث أن انصب تركيزه على الأعمال الجاهزة حتى يشتد عوده، في وقت (ضخّ) فنان العرب أعمالاً شعبية خلال فترة توقفه وكذلك أعمالاً مموسقة ومكبلهة، حتى كان له أن عاد (رسميًا) ومجددًا عبر حفلة لندن الشهيرة.
فنان العرب لم يعتزل الوطن تلك السنوات (الثماني)، فقدم (هل التوحيد) ثم ألبوم (حبيبتي)، وصورته مرتديًا اللباس العسكري على غلافه، وعند انطلاق حرب عاصفة الصحراء لتحرير الكويت قدم ألبوم (يالسعودي يا بطل)، وبعد انتهاء الأزمة قدّم ألبوم (ملحمة أسود الجزيرة)، أضف إلى ذلك مشاركته في كافة أوبريتات الجنادرية حينها. توقف محمد عبده عن الغناء في الحفلات لمدة ثماني سنوات، لم يجعله غائبًا عن المشهد الفني فقدم (البرواز) الذي حقق مليون نسخة من المبيعات، وضم الألبوم أغنيتين أيضًا وهي (سريت ليل الهوى وفي رجاك)، وكذلك قدم قصيدة (أنشودة المطر) من شعر بدر شاكر السياب. وفي نفس الوقت طرح فنان العرب شعبيات هي (على البال) و(ارفع ستار الخجل) و(عيون الليل) و(الرمش الطويل) و(هلا يبو شعر ثاير)، و(لو كلفتني المحبة)، وألبومين للشعبيات سامري عدني و(المعاناة) و(عنود الصيد) و(يابو فهد) و(أبي منه الخبر) ومع احتفال اليوم الوطني في سبتمبر عام 1997م، أحيا في لندن ترافقه فرقة بقيادة المايسترو وليد فايد حفلاً كان إعلان عودة وإلغاء الاعتزال. هذه العجالة كان لا بد من العودة إليها اليوم للتذكير بأن فنان العرب الذي توقف سنة 1989م، ثم عاد سنة 97م وأعاد حينها ترتيب الكراسي، ووضع نفسه في المكان الصحيح، قادر (أيضًا) في المستقبل القريب للعودة مجددًا، ولا مانع لديه من ترتيب الكراسي، وربما إعادة حساباته مجددًا مع كثير من أبناء الساحة الذين (فاجؤوه) في وعكته الصحية.