|
الجزيرة - سلطان المواش - بنان المويلحي / تصوير - حسين الدوسري:
أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار أن هناك قصوراً كبيراً في السياحة الوطنية من حيث الخدمات وتكامل التجربة السياحية واستعدادية المواقع ومنشآت الإيواء والنقل الجوي واستراحات الطرق. وقال سموه خلال افتتاحه إطلاق برامج وفعاليات الصيف في مختلف مناطق المملكة والمهرجانات المصاحبة أمس إن هذا العام سوف يكون عام انطلاق كثير من المسارات التطويرية العميقة في قطاع السياحة الوطنية، وهي مسارات استكمالية لعملية بناء تطوير السياحة الوطنية بالشكل الذي يليق بحجم المملكة وحجم تطلعات واحتياجات السائح الوطني، الذي يخرج من بلاده بحثاً عن الأسعار المناسبة والمواقع الجميلة والراحة النفسية والمنشآت والمقار الإيوائية. مشيراً إلى أن السياحة لم تصبح ترفاً بقدر ما هي قطاع اقتصادي على مستوى العالم، وأن المملكة تكاد تكون الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تملك سوقاً سياحياً ضخماً. مشيراً إلى أن الهيئة أصدرت قرارَيْن مهمَّيْن، هما تنظيم الأسعار ونظام السياحة الجديدة، سيتم الرفع بهما لمجلس الشورى لمناقشتهما. وقال إن النظام الجديد يتيح للهيئة مساحة أكبر في التصرف، وفئات التسعيرة الجديدة تنطبق على الغرف فقط، أما الشقق المفروشة للمواطنين فليست موجودة.
وقال إن مصروفات السياحة ارتفعت في سنة واحدة إلى 10 مليارات ونصف المليار مقابل 8 مليارات في عام 2010م بمعدل زيادة 31 %.
وكان سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار قد افتتح المناسبة التي تُقام للسنة الخامسة على التوالي لإطلاق برامج وفعاليات الصيف في مختلف مناطق المملكة وبرامج الجهات الأخرى، ومن أهم الجهات المشاركة في المعرض: مهرجان أبها يجمعنا، مهرجان النماص، صيف الطائف، سوق عكاظ، ملتقى صيف تبوك، حقلنا وناسة، ضبا دارك والبحر جارك، أرامكو السعودية في الرياض، الخطوط العربية السعودية، عالم السعودية، مهرجان الرياض للتسوق والترفيه، مهرجان جدة غير، برنامج صيف الشرقية، صيف نجران، صيف بريدة، صيف المذنب، مهرجان صيف جازان، مهرجان الصيف بالقريات، الجوف حلوة.
ويُقام على هامش المؤتمر معرض للمهرجانات المشاركة، يحتوي على برامجها المختلفة.
وبهذه المناسبة عدَّ الأستاذ عبدالله بن سلمان الجهني، نائب الرئيس للتسويق والإعلام بالهيئة العامة للسياحة والآثار، الإعداد والترتيب لأكثر من (26) مهرجاناً سياحياً، تتضمن مئات الفعاليات الترفيهية والثقافية والاجتماعية والتراثية خلال صيف هذا العام في مختلف مناطق المملكة، مؤشراً إيجابياً يعكس التنوع الغني للسياحة في المملكة العربية السعودية. لافتاً النظر إلى أن المؤتمر سيساعد اللجان المنظمة على التواصل مع الوسائل الإعلامية، بما يوفر المعلومات الضرورية أثناء وبعد المؤتمر للمواطنين والمقيمين لمعرفة تفاصيل أكثر عن البرامج السياحية والفعاليات في الصيف؛ وبالتالي مساعدتهم على التخطيط بشكل مبكر واختيار الوجهات السياحية والاستمتاع بتجربة سياحية محلية متنوعة.
وأوضح الجهني أن الهيئة تسعى من خلال المؤتمر إلى توفير منصة موحَّدة تستطيع من خلالها إطلاع السياح والجمهور والمهتمين بقطاع السياحة والفعاليات على المهرجانات والأنشطة والفعاليات التي تشهدها مناطق المملكة كافة خلال فترة الصيف، بشكل يساعد شرائح المجتمع كافة على اتخاذ القرار الذي يناسبها خلال الإجازة.
وفي ختام حديثه أشار نائب الرئيس للتسويق والإعلام إلى أن تشريف سمو رئيس الهيئة الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز المناسبة يُعبِّر عن اهتمام سموه ومتابعته للإعداد لصيف هذا العام، الذي يُتوقَّع أن يشهد حركة سياحة محلية ضخمة نتيجة توافق الإجازة مع شهر رمضان ومحدودية الاختيارات في الوجهات المجاورة، مع قدرة السياحة المحلية أكثر من قبل على تلبية احتياجات السائح. وأشار إلى أن الفعاليات والمهرجانات التي تنظمها المناطق من خلال اللجان المنظمة سنوياً وتساندها الهيئة تؤدي دوراً حيوياً في تطوير السياحة في المملكة العربية السعودية؛ حيث تعمل على توفير مناخ سياحي مناسب للأسر السعودية والمقيمة والزوار كافة من أجل قضاء إجازة صيف ذات مذاق مختلف في ربوع المملكة الغنية بالمقومات السياحية والتراثية.
وقال سمو الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار في تصريح صحفي لإعلان مهرجان صيف السعودية 1432هـ - 2011م إنه تم إطلاق الفعاليات في مناطق لم تكن فيها فعاليات أساساً. وأوضح أن الفعاليات السياحية ليست هي كل السياحة بل هي جزء من عناصر الجذب للسياحة في المناطق كافة.
آملاً بأن يكون هذا العام مختلفاً عن الأعوام الماضية. مضيفاً سموه بأن مرحلة الصيف مهمة، وأعداد المواطنين الذين يبقون في المملكة في الصيف تتنامى وتزداد، وهذا إنجاز وطني كبير جداً يُحسب للدولة ولشركائها من القطاع الخاص والمواطنين، ولا بد أن يقابَل هذا النمو والانطلاقة والإقبال الكبير على السياحة بتقديم الخدمات التي يؤملها ويتوقعها المواطن، وبطبقات الأسعار التي يحتاج إليها المواطن. وقال: هذا القصور إن شاء الله سنعمل على استدراكه، والهيئة لا تعمل بمفردها؛ فهي تعمل ضمن منظومة متكاملة من القرارات والإجراءات والمؤسسات الأخرى. مشيراً إلى أن السائح يخرج من بلاده بحثاً عن الأسعار المناسبة والمواقع الجميلة والراحة النفسية والمنشآت والمقار الإيوائية السياحية اللائقة، وبحثاً عن الوقت الجيد الذي يقضيه مع أسرته، ويكون وقتاً يتطلع إليه طوال السنة.
وأوضح سموه في معرض حديثه أن السياحة لم تصبح ترفاً في الحقيقة؛ فهي قطاع اقتصادي على مستوى العالم، وهي أول ثلاثة مجالات مولدة لفرص العمل، وفي المملكة هي كذلك، وأرقام الهيئة عن السياحة الجديدة والاستراتيجية المحدثة، التي صدرت قبل خمس سنوات الآن تم تحديثها هذا العام، ورُفعت للدولة، وأرقامها ليست تقديرية، بل أصبحت أرقامها واقعية من خلال الأبحاث والمعلومات السياحية التي يضخها مركز المعلومات والأبحاث السياحية في الهيئة، ومن خلال جهود الجميع على تطوير السياحة الوطنية، وأهم ما فيها هو مقبول لانتفاع المواطنين بالسياحة الوطنية. وأشار سموه إلى أن السياحة الوطنية هي القطاع الاقتصادي القادم، وهي أهم مجال لإنتاج فرص العمل في المستقبل بالمملكة، وهي قطاع خدمات وليست ترفيهاً، بل الترفيه جزء من الجاذبية للسياحة الوطنية، ولكن هناك خدمات متنوعة في كل الاتجاهات، وهناك مقدمو خدمات ومنتجات يغذون النمو في السياحة، وكلما نمت السياحة في منطقة انتعش اقتصاد تقديم الخدمات والدورة الاقتصادية، والأهم من هذا كله هو اقتناع المواطن بالبقاء في بلاده.
وأشار رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار إلى أن المواطن سيعود للوطن للسياحة داخلياً، وقال: نحن اليوم إذا كنا نريد أن نوطّن السياحة المحلية فلا بد أن نطوّر الخدمات؛ حتى تكون متوافقة إن لم تكن أفضل من ناحية الجودة والأسعار مما يُقدَّم للمواطن السعودي خارج بلاده، ونحن قادرون على ذلك. وهناك إقبال من الناس على السياحة الداخلية في بعض المواقع، وقد ضُخَّت برامج سياحية بمئات الحلقات بالمدارس، وقد بدأنا الحوار لتطوير السياحة الوطنية وإدخالها في المجتمعات المحلية منذ عشر سنوات، وبرنامج السياحة كسب جائزة الأمم المتحدة بوصفه برنامجاً مميزاً للتفاعل الاجتماعي.
وقال إن التحدي أمامنا هو في أننا نطور المجالات السياحية الجديدة، ونتحرك بذلك بسرعة، وتطور وسائل النقل، والضغط اليوم على خطوط الطيران وما تواجهه والناقل الوطني، وغيرها من الانتقادات الحادة التي لا أبررها اليوم.. ولكن أحد مسببات نقص السياحة الداخلية تدني خدمات الطرق التي لا تجعل تجربة السفر على الطريق تجربة جاذبة. وفي الدول المتقدمة المواطنون فيها يسافرون برحلات آلاف الأميال على الطرق؛ لأنهم يتمتعون ويستهلكون المنتجات وتمتعون بالمواقع السياحية والطرق.
وقال: إن طرقنا منفِّرة، والدولة استثمرت المليارات في هذه الطرق المميزة والممتازة والسريعة، ولكن عندنا تخلف كامل في الاستراحات الطرق، والآن الدولة اتخذت قرارات قوية بالنظر في هذا الموضع وتنظيمه بشكل جذري على مستوى مجلس الوزراء الموقر، وقريباً ستسمعون عن تطوير كامل لاستراحات الطرق؛ حتى يخف الضغط على السفر الجوي ووسائل النقل الأخرى. وقبل سنة كان لا يتجاوز عدد الفعاليات 5 فعاليات بمستويات لا بأس بها، والآن لدينا 45 مهرجاناً و127 فعالية، والأهم من ذلك هو تطوير الشركات التي تطور الفعاليات، كما استثمرنا في ذلك بشكل كبير.
وحول سؤال بأن المواطن السعودي لا يرحِّب بالسياحة الوطنية قال: هذا غير صحيح، المواطن السعودي طوال تاريخ الجزيرة العربية يرحب بالزائر وكريم ويحب الضيف.
وقال سموه: نحن الآن نعمل مع مؤسسات كثيرة، منها الهيئة الوطنية للحياة الفطرية، ونعمل على برامج مع وزارة الزراعة والبلديات وغيرها، ونحن سعداء بنمو عدد الرحلات السياحية، وهذا هو المؤشر الأول للسياحة بنسبة 20 % - 27 % نمواً تقريباً في سنة واحدة، ومقدار المصروفات ارتفع إلى 10 مليارات ونصف المليار ريال، مقابل 8 مليارات ريال في 2010 بمعدل 31 % زيادة، ونتوقع أن يبلغ إنفاق السائح الواحد 194 ريالاً عام 2011م، ولذلك السياحة اليوم في حالة نمو واستقرار.
وقال رداً على سؤال لـ(الجزيرة) عن ارتفاع الأسعار قال سموه: في بعض الأماكن الأسعار مرتفعة بسبب الضغط الموسمي، والهيئة لم تصدر قوانين للإيواء السياحي والشقق المفروشة السياحية إلا قبل سنة ونصف السنة. وقد تضاعفت أعداد الفنادق التي دخلت المملكة لأول مرة، ونحن بدأنا منذ 5 سنوات بانتظام نحضر مع وزارة التجارة مؤتمر الفنادق في إحدى الدول العربية، ونتحدث مع أصحاب الفنادق التي لا تدخل المملكة بسبب المنافسة غير العادلة وعدم وجود التصنيف. وهانك فنادق مصنفة درجة أولى وهي تستحق الإغلاق، وأُغلقت، وكانت الشركات الكبرى متخوفة من ذلك، واليوم دخل نحو 6 شركات هي الأكبر في العالم، وتوسعت بعشرات الفنادق بالمملكة، وبرز لدينا فنادق بدرجات مختلفة أربع وثلاث نجوم، وهناك سلاسة في التعامل مع القطاع الخاص، والآن نعمل على تصنيف الشقق المفروشة بالتعاون بنك التسليف لتقديم القروض الميسرة ووزارة المالية وتطوير مسار صندوق التنمية السياحة وإعادة تطوير برنامج الإقراض الفندقي بالمملكة.
وقال سموه: نعمل الآن مع الجهات المختصة، وستسمع منا قريباً تعاوناً مع صندوق الموارد البشرية لإدخال عشرة آلاف مواطن للعمل في إدارة الشقق المفروشة، وأيضاً الشركات المتخصصة التي تأتي للمواطن وعنده شقق مفروشة، وهناك تغيير كبير وتنظيم لهذا القطاع.
بعد ذلك تجوّل سموه في المعرض المصاحب، ثم عقد المؤتمر الإعلامي لفعاليات 1432هـ، وأُلقيت كلمة لنائب التسويق والإعلام، وتحدث عن صيف السعودية، وعرض عن إحصائيات الصيف المتوقعة، ثم أجاب ممثلو المهرجانات عن الأسئلة.