ركز مؤلف كتاب اردوغان على الطفولة المبكرة وفترة الشباب لرئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان،ولم يكن مؤلف الكتاب لوحده بل الشخصيات التي تحدثت عن اردوغان أطالت في الحديث عن حياته الشبابية لكونه كان لاعب كرة قدم بارعا، وحتى اوردغان نفسه أشار إلى دوركرة القدم في حياته وتكوينه وكيف أنها أكسبته محاورة خصومه السياسيين والمناورة والعمل الجماعي والتعاون بين أفراد المجموعة... كرة القدم تقدم دروسا مستفادة مثل: القدرة على التحاور مع الآخرين, والتمركز الصحيح, وتوزيع الجهد، وقراءة الخصم، والفتك في اللحظة الحاسمة أي الانقضاض وقراءة الملعب وامتصاص حماس الخصم وأخيرا الروح الرياضية.
كما أن رياضة الجري في ألعاب القوى المسافات المتوسطة والطويلة تعلم أهم المبادئ الأساسية: تنظيم التنفس، و(وزن) الخطوات لتتوافق مع التنفس. وفي لعبة الكاراتية والتايكوندوا العاب الدفاع عن النفس يتعلم اللاعب القدرة على التركيز الشديد, والقوة في الدخول على الخصم، والروح القتالية. وفي الملاكمة تقوم اللعبة على قراءة عيني الخصم واستغلال شروده وعدم تركيزه، فالضربة القاضية هي الضربة التي لايراها الخصم... اردوغان رئيس وزراء تركيا تكوينه السياسي لم يكن بسبب نشأته في حي قاسم حي القبضايات والشهامة أو بسبب بنيته الرياضية كما رواه في الفيلم التسجيلي لقناة الجزيرة، الحقيقة أن ادوغان وغيره من الزعماء الأتراك مازالوا معلقين بزمن وتاريخ الدولة العثمانية التي أوشكت أن تحكم العالم القديم وتطبق على أوروبا وتصبح بلاد الرافدين والهلال الخصيب وبلاد النيل وبلاد فارس وخليج العربي وبلاد شمال إفريقيا أن تكون خالصة ولقرون للدولة العثمانية. مازال الزعيم الإسلامي وبطل الفتوحات محمد الفاتح يصرخ في داخل رجب طيب اوردغان ومازالت مآذن وقباب وأقبية وأروقة العثمانيين عامرة في قلبه، مازال تاريخ بني عثمان يخفق في جوانبه وجوانحه... بالتأكيد أن سلاسة القوقاز الذين جاؤوا من سمرقند وآسيا الصغرى قبل أن يستوطنوا اسطنبول القسطنطينية ويقضوا على آخر أباطرة الدولة البيزنطية هؤلاء هم الذين شكلوا البناء السياسي والثقافي والنفسي لرئيس الوزراء اردوغان الذي يعني اسمه بالتركي الفتى الشجاع.