يعتبر التدريب أحد الركائز الأساسية والإستراتيجية لتحقيق التنمية بمجالاتها المختلفة سواء الإدارية منها أو الفنية، ويتأكد ذلك من خلال خطط المملكة الإستراتيجية والتي نصت عليها قرارات مجلس الوزراء ضمن الخطط الخمسية في تخصيص ميزانيات ضخمة في مجال التعليم والتدريب، وتتمثل في توفير وتأهيل وتطوير الكوادر البشرية لمواكبة التنمية في جميع ميادينها.
ولتحقيق أهداف التدريب سواء كانت قصيرة أو طويلة الأجل بشكل فعال لابد من الفهم العميق للاتجاهات والحاجات التي تدفع وتحرك سلوك الأفراد للالتحاق بالبرامج التدريبية.
وفي دراسة أجرها الباحث فيصل بن عبدالله الفهيد وبإشراف الدكتور عبدالله البريدي تحت عنوان «استكشاف اتجاهات ودافعية الموظفين الإداريين في جامعة القصيم حيال البرامج التدريبية»، وكان هدفها الرئيسي استكشاف اتجاهات الموظفين الحكوميين العاملين في قطاع التعليم العالي تجاه الأبعاد الأساسية في البرامج التدريبية والتي تتضمن (التخطيط، التصميم، التنفيذ، الفاعلية)، بالإضافة إلى استكشاف دافعية الموظفين حيال البرامج التدريبية ومعرفة مستويات تلك الدافعية.
وتبرز أهمية الدراسة من خلال التالي:
1- استكشاف طبيعة العلاقة بين الاتجاهات والدافعية حيال برامج التدريب بمراعاة الاختلاف في الوظيفة والمؤهل العلمي والخبرة وأخيراً العمر.
2- بلورة توصيات عملية للجامعات من أجل تدعيم الاتجاهات الإيجابية للموظفين والجهات المنفذة للبرامج التدريبية وكذلك التعرف على أهم العوامل الدافعة لتلك البرامج من أجل تحسين فاعلية البرامج التدريبية.
وتوصل الباحث إلى تعريف مصطلحات الدراسة، وتتمثل في «الاتجاهات» الذي يتفق جزءٌ منه مع تعريف سميث وينص على «أن الاتجاهات عبارة عن توجه ثابت نسبياً بمكونات ثلاثة معرفية ووجدانية وسلوكية نحو الأشياء والمواقف المختلفة»، كذلك « الدافعية « وهي عبارة عن قوة داخلية تعمل على إشباع حاجات معينة نتيجة محفز خارجي والتي تنتج بدورها السلوك الإنساني وتحافظ عليه إلى حين تحقيق الهدف».
وقد خرجت الدراسة بمجموعة من التوصيات كان منها:
1- ضرورة مشاركة الجامعة وبشكل خاص المدير المباشر في تحديد الاحتياجات التدريبية للموظفين من أجل تحقيق استفادة أكبر من جراء الالتحاق في البرامج التدريبية.
2- التركيز في مجالات التدريب على مجال العمل الحالي والمستقبلي، لما في ذلك من انعكاسات إيجابية على الأداء الحالي وتخطيط المسار المهني للموظف.
3- إمكانية الاستفادة من برامج التدريب داخل الجامعة من خلال اشتراطه في المنافسة على الوظائف الداخلية في الجامعة، بالإضافة إلى تفريغ الموظف للتدريب الداخلي بشكل كامل.
4- توصي الدراسة بدعم ترجمة الكتب الأجنبية والمتخصصة في مجال التدريب، بالإضافة إلى تطوير العملية البحثية العربية التي تناولت التدريب لارتكازها على أبعاد معينة.
5- ضرورة تقييم المدربين للمتدربين نهاية كل برنامج تدريبي، وكذلك ضرورة وجود نماذج تقيم أداء في الجامعة لمعرفة مدى الاستفادة من تلك البرامج بعد فترات زمنية معينة.
6- أوضحت نتائج الدراسة تفوق الدافعية الداخلية على الدافعية الخارجية، ولتعزيز ذلك توصي الدراسة بزيادة التركيز في البرامج التدريبية على إنماء وإثراء معلومات ومعارف ومهارات وخبرات المتدربين بشكل يتسم بالحداثة والاستمرار.