خلال صيف ما قبل العام الماضي اجتاحت الفيضانات والسيول الهائلة جراء هطول الأمطار الغزيرة أماكن من المنطقة الوسطى.. وبالتحديد تلك القريبة من مدينة الرياض، حيث غطّت مساحات واسعة من الأراضي وبالذات تلك (الفياض) الكبيرة مثل رياض الصمان والتنهات ونورة والحقاقة على سبيل المثال، حيث ظلت قرابة الشهر استطاع المواطنون الاستمتاع بها إلى أن صارت إلى التبخر بفعل الرياح وحرارة الشمس الحارقة.. فيما كان من الممكن الاستفادة منها لتعزيز المياه الجوفية لو تم توفير الأسباب المحققة لذلك.. ولا سيما أنه يوجد فيما حولها مزارع ونخيل كثيرة تعتمد على المياه الجوفية التي تكثر أو تقل تبعاً لكثرة هطول الأمطار من عدمها، كما هو الحال في كل عام.. ولا يخفى ما أضافته السدود التي أقيمت في بعض تلك الجهات من تعزيز للمياه الجوفية، وفي ذات الاتجاه فقد ترى الجهات المختصة والتي هي وزارة المياه على وجه التحديد إمكانية الاستفادة من مثل تلك المياه في حال توافرها كما في صيف ما قبل الماضي، وذلك بأن تقوم بحفر آبار ارتوازية في أماكن تجمع مياه السيول لسحب المياه إلى جوف الأرض بدلاً من تركها للتبخر والضياع وفي ذلك مزيد من التعزيز للمياه الجوفية مما يحول دون تعرض المزارع والنخيل لنقص المياه مما يحدث بين الحين والآخر.. وإن كان لا بد من الإبقاء على تلك المياه قبل سحبها بأيام قليلة لإفادة النباتات بتلك المناطق فهلاَّ صار القبول بهذا الاقتراح وتنفيذه ولو على سبيل التجربة.. هذا ما نأمله.