الزواج مطلب فطري لدى كل إنسان، كونه رابطة رفيعة المستوى، ومحددة الغاية. وباعتباره النواة الأولى؛ لتكوين الأسرة، والدفع بأفراد يساهمون في بناء المجتمع، وتطويره وفق أسس علمية. مع محافظته على بقاء النوع الإنساني، ووقايته من الانزلاق إلى هاوية الرذيلة.

في ظل المتغيرات التي نعيشها، تأتي رعاية - الأمير - عبد العزيز بن فهد آل سعود، حفل الزواج الأول لجمعية « إنسان «، وتكفله بكافة مصاريفه، ضمن إطار دعمه المتواصل -

مادياً ومعنوياً - لأنشطة الجمعية، - من خلال - مشاركة ««100 من أبناء إنسان، وهو ما يمثل الدفعة الأولى من مشروع زواج «1000» يتيم ويتيمة في كافة مناطق المملكة. إذ يُعتبر تكفله لهكذا مشروع، ورعايته له، نموذجا مشرفا في التكافل الاجتماعي، وتذليل العقبات المادية أمام تكوين أسرة مستقرة، وذلك بمساعدة الشباب، والفتيات على الزواج، والانطلاق بهم إلى حياة زوجية موفقة، وسعيدة بإذن الله.

مشروع زواج «1000 «يتيم ويتيمة في كافة مناطق المملكة، يُعتبر رقما كبيرا في أعداد المتزوجين من الجنسين، وهو إنجاز سيسعد به الجميع، وغرس من غراس الخير، ونموذج من نماذج التكافل الاجتماعي، والتراحم بين فئات المجتمع. وما وصلت إليه أعمال جمعية « إنسان « من تطور ملموس - كما ونوعا -؛ لتذليل الصعوبات أمامهم، وتحصينهم من الوقوع في المحرمات، عبر المساهمة بتكاليف الزواج، وإقامة حفلاته الجماعية.

إن إقامة مثل هذه المناسبات، أنتجت أنواعا مبتكرة في مشاريع الزواج، تتماشى مع متطلبات العصر؛ لأنها ستقضي على كثير من الحواجز النفسية، التي وقفت بعضها عائقا أمام مسيرة الشباب الحياتية، كتحمل تبعات الزواج المادية، وذلك عن طريق تشجيعهم على الزواج، وتحصينهم به عما يستهدفهم من أخطار. وهذا - بلا شك - نوع من إعانة الله لهم، - لاسيما - وأن بعضهم يواجه صعوبات الحياة المعيشية، وتكاليفه المادية الكبيرة.

همزة الوصل بين مختلف شرائح المجتمع، تبدأ من العمل الإنساني، وتلمس احتياجاته المتنوعة، سواء كانت احتياجات نفسية، أو اجتماعية، أو تعليمية، أو إغاثية، وتقديم الخدمات - المادية والعينية -. فمسؤولية رعاية اليتيم واجب إنساني، تتعدى كونها مهمة إنسانية، أو أخلاقية؛ ليحظى بالأمن الإنساني. وهو ما تؤكده منظومة الأولويات في مجتمعنا، والموافق للشرع، والعقل: من أن الاستخلاف في المال، يوجب إنفاقه في الخير.