ليس صحيحاً أن العصر شهد ظهور أمراض مستعصية جديدة تُصيب الإنسان بمقتل إن لم يسارع في علاجها، والصحيح أن العلم والتقدم في الكشف والتشخيص الطبي ساعد الأطباء على معرفة الأسباب التي كانت تؤدي إلى وفاة الأشخاص.
وبتقدم الطب علاجاً وتشخيصاً أمكن السيطرة على كثير من الأوبئة والأمراض، وتقدم الطب الوقائي والطب العلاجي. وقد واكبت كثير من الدول هذا التطور في تقديم الخدمة الطبية. وبلادنا المملكة العربية السعودية واحدة من الدول التي لها السبق في هذا المجال؛ فبعد أن كنا نطلب العلاج خارج المملكة في الدول الأوروبية وحتى المجاورة أصبحت بلادنا - ولله الحمد - مقصداً علاجياً لكثير من التخصصات النادرة.
وأمس أضيف للبنية الأساسية الطبية والعلاجية لبنة مهمة جداً بوضع حجر الأساس لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز للأورام وأمراض الكبد في مستشفى الملك فيصل التخصصي.
وضع الحجر الأساس لهذه المنشأة الطبية المهمة، والمهمة جداً، رافقه تدشين عدد من المشاريع الحيوية التي تتضمن التوسعة الجديدة للمعجل النووي في قسم السايكلترون في مركز الأبحاث، وإطلاق الخدمات الصحية الإلكترونية في مستشفى الملك فيصل في نسختها الحديثة.
هذه المشاريع الطبية التي تُعَدّ أعلى مستويات ما يُقدَّم من خدمة طبية للمواطنين تجعل المملكة في مصاف الدول التي تحقق معدلات مرتفعة من الخدمة الطبية، خاصة في الأمراض المستعصية التي تتطلب تخصصات نادرة ومتقدمة، وتحتاج إلى قدرات وإمكانيات عالية، وبخاصة في مجالات معالجة الأورام وأمراض الكبد التي تحتاج إلى تكاليف مادية عالية وإلى أطباء واستشاريين لا يتوافرون بسهولة، وإلى أجهزة ومعدات مرتفعة التكلفة.. كل هذه الأسباب تجعلنا نعتبر المركز الجديد تطوراً وتقدماً طبياً وعلاجياً يدعم ويُضخِّم الخدمات الطبية المتميزة التي يحصل عليها المواطن السعودي، والتي تطورت نوعياً وكمياً.