ودخل موسم الصيف، حيث يفضل الطلاب و الموظفون هذه الأيام الترحـال والاستجمــام مع الأسرة، وفيها يحدد الكثيـرون منـاسبـات احتفـالاتهم بالأعـراس ونجاح الأبناء وغيرها من المناسبات السعيدة التي تحلو وتكتمل مع ليالي الصيف والتئام الكثير من الأُسر، وفي المقابل تنشط محلات تجهيز الأفراح والعرائس وأماكن الاحتفالات، وتستعد المشاغل وتستنفر طاقاتها لاستقبال المتزينات والمتسرحات كعادتهن في كل المناسبات ولكن بأسعار مختلفة تتصاعد مع تصاعد أعداد الحفلات وبأرقام لا يمكن قبولها ولا حصولها في بلد آخر، ومن اللافت هذه المبالغات في أسعار احتفاليتنا وتفرعاتها حتى (نقّاَشات) الحناء يضاعفن أجورهن مع أن المثل يقول: يجوز العيد بلا حنا!!
سألت شرائح عربية وأجنبية هل يحدث عندهم مثل هذا الصعود المفاجئ في الأسعار في كماليات الأفراح والزينة؟
فأجابوا إن حصل يكون بصورة معقولة في المواسم وبتناول الجميع، إذن ربما أن الخلل في اندفاع طالبي هذه الخدمات والكماليات، ولابد أن نضع في الحسبان أننا نعتمد في كثير من أمرنا على عمالة وافدة في الأماكن والمحلات المذكورة، وبطبيعة الحال فهم يريدون الكسب السريع الوفير، ولاسيما أنهم كلما رفعوا السعر لم يجدوا من يعترض سواء على المستوى الرسمي كالبلديات وحماية المستهلك، أو من المستهلك ذاته الذي يتألم ثم يبدأ باختراع الأعذار لنفسه، في كل بلد الأسعار محددة وبمراقبة رسمية، أما عندنا فالحال مختلف، حتى في الاستراحات تجد أن عمالة تستأجرها من مالكها بالسنة ثم تؤجرها بأسعار خيالية، حتى أنهم يفككون مصابيح الإضاءة (اللمبات) ويخفون أداوت الشاي والقهوة وبعض الأواني والفرش، فإذا سألتهم كيف نعمل ونجلس؟ قالوا: ادفع نقوداً لتحصل على ما تريد، إذن هم يؤجرونك كل شيء في الاستراحة بمفرده (عبث في عبث) وابتزاز، وصاحب الملك يهمه أن يرتاح مع ضمان التأجير السنوي، أنا لست ضد بحث العمالة عن رزقها ولكني أستغرب غياب النظام والانضباط فالعمالة تعبث في كل شيء وكأنها تجد من يساعدها أو يحميها من النظام، العمالة هي ذاتها في دول أخرى كالخليج لكنها في ظل الأنظمة لا ترتكب كل هذه المخالفات، فالمواطن الذي يريد أن يحتفل بزواجه أو مناسباته يجد نفسه مضطراً للخضوع لابتزازهم، وفي نظري أننا نستطيع أن نواجههم (ونواجه ارتفاع الأسعار) بقدر الإمكان فمثلا نستطيع اختصاركثير من التكاليف وعدم المبالغة بالتجهيزات وزيادة المشتريات، وكذلك السيدات باستطاعتهن التعاون فيما بينهن في مسألة التزيّن والماكياج والتسريحات وأنا متأكد أنهن يستطعن إجادتها أفضل من دخيلات على المهنة ربما أن بعضهن لم يعرف الماكياج إلا في هذه البلاد، وقس على ذلك بقية الأمور من إعداد بعض الحلويات والمعجّنات ففي ذلك توفير للنقود وضمان للجودة واطمئنان على الصحة..
إذا بدأنا هذه الخطوات سنجد أنفسنا نتقدم نحو الأفضل وليس في ذلك أي عيب، العيب أن نستسلم لمن يبتزنا ثم نشتكي من الغلاء الفاحش ونلوم بعض الجهات الرسمية.