|
مكة المكرمة - عمار الجبيري
نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - افتتح صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا رئيس اللجنة الإشرافية العليا لمعهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج مساء أمس الأول فعاليات الملتقى العلمي الحادي عشر لأبحاث الحج ومعرض الحج والعمرة الذي ينظمه المعهد بجامعة أم القرى خلال الفترة من 12 حتى 15 من شهر رجب الحالي تحت شعار: «نحو تحقيق الرؤية» بمشاركة ألف خبير ومهتم وباحث في مجال الحج والعمرة من داخل المملكة وخارجها، وذلك بقاعة الملك عبد العزيز التاريخية بالمدينة الجامعة بالعابدية.
وكان في استقبال سمو النائب الثاني لدى وصوله مقر الحفل يرافقه صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية ومعالي وزير الثقافة والإعلام وزير التعليم العالي بالنيابة الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجة ومعالي مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري بن معتوق عساس وعميد معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج الدكتور عبد العزيز بن رشاد سروجي.
وفور وصول سمو الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود عزف السلام الملكي، ثم صافح سموه وكلاء الجامعة وعمداء الكليات، كما تسلم سموه باقات من الورود من مجموعة من الأطفال ترحيباً بمقدمه، واستمع إلى قصيدة ترحيبية قدمها الطفل عمار بن عبد العزيز سروجي.
وبعد أن أخذ سمو النائب الثاني مكانه في المنصة الرئيسة للحفل بُدئ الحفل الخطابي المعد بتلاوة آيات من القرآن الكريم.
ثم ألقى عميد معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج رئيس اللجنة المنظمة للملتقى الدكتور عبد العزيز سروجي كلمة رحب فيها بسموه وشكره على رعايته لحفل انطلاقة فعاليات الملتقى العلمي الحادي عشر لأبحاث الحج نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - مشيراً إلى أن المعهد دأب على إقامة هذه الملتقيات العلمية سنوياً منذ العام 1422 هـ لإتاحة الفرصة لجميع الباحثين والمختصين والمسئولين والعاملين في مجالات الحج والعمرة للتلاقي ولتبادل الخبرات وعرض خلاصة ما لديهم من أبحاث ودراسات ومقترحات والإفادة من أحدث التقنيات العالمية للرقي بالخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين, لافتاً النظر إلى أن شعار الملتقى جاء ليضع الإطار الناظم للجهود المبذولة على الصعيد العلمي والعملي ويوجه المسيرة لتنطلق مسترشدة بالرؤى المستقبلية للملك المفدى في تطوير منظومة الحج والعمرة تسهيلاً لأداء الفريضة لضيوف الرحمن ووصولاً إلى كل ما يحقق أمنهم وسلامتهم.
وأكد أن هذه الملتقيات تسعى لتوفير بيئة خصبة تعزز فيها العلاقات بين مختلف الجهات العاملة في شؤون الحج والعمرة لزيادة التعاون فيما بينها وإقامة شراكات إستراتيجية تهدف إلى تحقيق الجودة وتكامل العاملين ووضع قاعدة بيانات مرجعية تنطلق منها الجهود المستقبلية علاوة على التعريف بالجهود المبذولة من الحكومة الرشيدة لخدمة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة وضيوف بيت الله الحرام.
وأوضح الدكتور السروجي أن الملتقى سيناقش خلال أيامه (50) ورقة علمية موزعة على تسع جلسات علمية في مختلف المحاور البحثية شملت جميع المجالات الإدارية والإنسانية والبيئية والصحية والهندسية والعمرانية والحركة والنقل وتقنية المعلومات والاتصالات والجوانب الإعلامية التوعوية والإرشادية في منظومة الحج والعمرة بمشاركة أكثر من ثلاثين جهة حكومية وخاصة إضافةً إلى عدد من المتحدثين الدوليين لنقل أبرز وأهم التجارب والتقنيات الحديثة التي يمكن تطويعها ضمن منظومة الحج والعمرة لخدمة ضيوف الرحمن، لافتاً الانتباه إلى أن الملتقى يحتضن ندوة تقدمها وزارة الصحة تحت عنوان: «صحة الحجيج الحاضر والمستقبل» إضافة إلى إقامة ورشة عمل عن العمل التطوعي في الحج والعمرة يشارك فيها مؤسسات وجمعيات خيرية معنية بالعمل التطوعي في الحج والعمرة لتطوير الخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين.
بعد ذلك ألقى معالي مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري بن معتوق عساس كلمة نوه فيها بما توليه هذه البلاد المباركة منذ تأسيسها على يد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن - طيب الله ثراه - حتى العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وسمو لي عهده الأمين وسمو النائب الثاني - حفظهم الله - من عناية واهتمام بالحج والحجاج وحرصها على تقديم أفضل وأرقى الخدمات لقاصدي بيت الله الحرام من الزوار والمعتمرين وضيوف الرحمن وتجنيد كامل الطاقات الآلية والبشرية لتوفير سبل الراحة واليسر لهم ليتمكنوا من أداء عباداتهم ومناسكهم بكل يسر وسهولة وأمان, مشيداً بما يوليه صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا من جهد مبارك ومتابعة مستمرة للخدمات المقدمة لحجاج بيت الله الحرام وبما يقوم به صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة من أعمال حثيثة للرقي بالإنسان والمكان بالمنطقة ومتابعته الدائمة لجميع الخدمات المقدمة لقاصدي بيت الله الحرام بما يتوافق مع توجيهات القيادة الرشيدة الرامية إلى توفير كل ما من شأنه تحقيق الراحة واليسر لهم أثناء أدائهم للمناسك والعبادات.
وأضاف قائلاً: إن الحج الذي تتشرف به مكة هو كما عبَّر عنه أميرها «الفيصل» ذات يوم «أضخم اجتماع بشري لم يدع إليه بشر، بل دعا إليه ربُّ البشر» وهو الملتقى الإنساني الوحيد الذي يترفع عن الأهواء ويرتقي بالإنسان من العناصر الدنيوية إلى القيم والمبادئ الإنسانية. وقال: «لهذا كانت خدمته وخدمة أهله مجردة من الأهواء، نقيّة من المنة، سليمة من حظوظ النفس، ومن هذا المنطلق كان تشرُّف جامعة أم القرى بتأسيس معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج ليكون لبنة جديدة وجادة في خدمة هذه الشعيرة العُظمى جديدة لأنّها المرة الأولى التي يخلص فيها معهد أكاديمي وجّه البحث للحج وقضاياه، وجادة لأن المعهد بُنِي على أسس صحيحة، فضم إليه كافة التخصصات التي يحتاج إليها، ووفر الإمكانات، وأسس شراكات علمية مثرية لدوره، وابتدع بأثر من ذلك كثيراً من الحلول الناجعة لمشكلات الحج، مما جعله المرجع العلمي الأول في كل ما يتعلق بالحج لدى لجنة الحج العليا.
وأردف قائلاً: إننا في جامعة أم القرى نؤمن إيماناً عميقاً بدورنا في خدمة مكةَ ونعتقد أن شرف المكان الذي حظينا به يحتم علينا أن نسابق الزمان لنبني إنسان الحضارة ونشيدَ حضارة الإنسان.
وتوجه بخالص الشكر والتقدير للعاملين في المعهد وجميع الجهاتِ والإدارات التي لم تبخلْ على المعهد يوماً بدعمها وتعاونها.
ثم شاهد سموه والحضور عرضاً مرئياً عن معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج اشتمل على الإنجازات التي حققها المعهد منذ إنشائه حتى الآن وما قدمه من دراسات وأبحاث علمية موسمية ودائمة لكافة الخدمات المقدمة لقاصدي بيت الله الحرام من الزوار والمعتمرين وضيوف الرحمن.
ثم شهد صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود توقيع اتفاقيتي تعاون بين معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج ودارة الملك عبد العزيز وكلية الملك فهد الأمنية.
وقَّع الأولى معالي مدير جامعة أم القرى المشرف العام على معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج الدكتور بكري بن معتوق عساس ومعالي أمين عام دارة الملك عبد العزيز الدكتور فهد بن عبد الله السماري، وتتضمن الاتفاقية قيام الدارة بتوثيق الدراسات التاريخية من الوثائق والصور والأفلام والمواد العلمية ذات العلاقة بتاريخ مكة المكرمة التي أنجزها المعهد منذ تأسيسه وتصنيفها وترجمتها والعمل لحفظها إلكترونياً وكذلك تزويد الدارة للمعهد بالدراسات التاريخية من الوثائق والصور والأفلام والمواد العلمية ذات العلاقة بتاريخ مكة المكرمة المتوافرة لديها لتكون ضمن السجل التاريخي الموجود لدى المعهد إلى جانب قيام الدارة من خلال مركز الترميم والمحافظة على المواد التاريخية بترميم جميع المواد التاريخية الموجودة لدى المعهد من وثائق وصور فوتوغرافية ورسوم وأفلام للمحافظة عليها، بالإضافة إلى إنشاء قواعد معلومات مشتركة عن كل ما كتب عن الحج ومكة المكرمة سواءً كان من محفوظات الطرفين أو في جهات أخرى بحيث يمكن للباحث معرفة مواقعها وكيفية الوصول إليها.
فيما وقَّع الاتفاقية الثانية كل من عميد معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج ومدير عام كلية الملك فهد الأمنية اللواء الدكتور فهد بن أحمد الشعلان، وتتضمن قيام الطرفين بتنفيذ المشروعات والبرامج والنشاطات العلمية المشتركة وتشجيع التعاون وتبادل الخبرات وتفعيل التعاون المشترك بين الكلية والمعهد في مجال البحوث والدراسات واللقاءات العلمية وكذا الاستفادة من قواعد المعلومات ومجال النشر العلمي والتدريب وتبادل الخبرات، بالإضافة إلى بناء شراكة مستدامة بين الجانبين للتعاون في مختلف المجالات الأكاديمية والبحوث والدراسات العلمية وغيرها من المجالات ذات الصلة بالأمن بمفهومه الشامل أثناء مواسم الحج والعمرة والزيارة.
بعد ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا كلمة قال فيها: يسعدني في هذه المناسبة الكريمة وعلى هذه الأرض المباركة أن أفتتح فعاليات هذا الملتقى العلمي الحادي عشر لأبحاث الحج الذي ينعقد برعاية كريمة من سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - أعزه الله وأبقاه وبارك جهوده ومسعاه - لخدمة الحرمين الشريفين ورفعة راية الإسلام وعزة المسلمين وسعادة الإنسانية.
أيها الإخوة: إن هذا الملتقى الذي ينظمه معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج بجامعة أم القرى ويشارك فيه الباحثون والمختصون والمهتمون بشؤون الحج والعمرة والزيارة الذين يجتهدون في تقديم ما لديهم من أبحاث ودراسات ووجهات نظر بهذه الشأن في إطار ما يستجد من معطيات علمية مفيدة ما هو إلا تجسيد لاهتمام سيدي خادم الحرمين الشريفين وسيدي ولي العهد الأمين وحرصهما الدائم - يحفظهما الله - على توفير كافة الإمكانات المادية والبشرية وتسخيرها لهذا المقصد العظيم وفق خطط علمية وبحثية مدروسة بهدف الارتقاء بالخدمات والتسهيلات المقدمة لقاصدي الأماكن المقدسة من الحجاج والزوار والمعتمرين، وذلك لكي يؤدوا عبادتهم ونسكهم بكل يسر وسهوله وأمن واطمئنان، وهو ما تحقق ولله الحمد على مدى الأعوام السابقة وبمستويات رفيعة من الجودة والأداء، ونأمل أن يتحقق ذلك في موسم هذا العام وأفضل منه - بإذن الله -، وأضاف سموه قائلاً: أيها الإخوة ما كان لهذه الجهود أن تُبذل في سبيل خدمة ضيوف الرحمن وأن تنال هذا المستوى الرفيع من النجاح إلا بفضل الله ثم بفضل الرعاية الكريمة لسيدي خادم الحرمين الشريفين وسيدي ولي العهد الأمين لهذا الشأن الإسلامي العظيم الذي تُسخِّر له الدولة كافة إمكاناتها وطاقاتها على مدار العام مبتغية بذلك وجه الله، ولذلك فهي تسعى إلى تقديم أفضل الرعاية وأكملها لضيوف الرحمن والزوار والمعتمرين ليتمكنوا من أداء نسكهم وشعائرهم والعودة إلى أوطانهم سالمين غانمين بحول الله وقوته.
أيها الإخوة: إنني إذ أشكر لمعالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري ومعالي مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري عساس والقائمين على معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والمشاركين في هذا الملتقى جهودهم المخلصة لأرجو من الله العلي القدير أن يسهم هذا الملتقى في تقديم ما يعزز الجهود الرامية إلى تطوير الخدمات والتسهيلات المقدمة لقاصدي الأماكن المقدسة في إطار ما شرَّف الله به هذه البلاد المباركة قيادة وشعباً من خدمة الإسلام ورفعة شأن المسلمين، والشكر موصول لكم أيها الإخوة الحضور ومن الله وحده نستمد العون والتوفيق.
إثر ذلك تفضل سموه بتكريم الجهات الداعمة لمشاريع الجامعة وللملتقى، ثم تسلَّم سموه هدية تذكارية من معالي مدير جامعة أم القرى بهذه المناسبة.
عقب ذلك عزف السلام الملكي ثم غادر سموه مقر الحفل بمثل ما استقبل به من حفاوة وتكريم.
وحضر الحفل معالي وزير الحج الدكتور فؤاد بن عبد السلام الفارسي ومعالي المشرف العام على مكتب سمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء الفريق أول عبد الرحمن بن علي الربيعان ومعالي مستشار سمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الدكتور ساعد العرابي الحارثي ومعالي أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة بن فضل البار ومعالي نائب الرئيس العام لشئون المسجد الحرام الشيخ الدكتور محمد بن ناصر الخزيم ومعالي مدير جامعة طيبة الدكتور محمد بن علي العلا ومعالي مدير جامعة الطائف الدكتور عبد الإله بن عبد العزيز باناجه وعدد من المسئولين بمكة المكرمة.