ترتكب إدارة وجمهور الهلال خطأ جسيما إن هم أعطوا قضية غياب لاعبهم المتمرد خالد عزيز أكبر من حجمها؛ لأنهم سيشغلون أنفسهم بلاعب لم يقدر وقفتهم معه ودفاعهم في الكثير من القضايا عنه؛ خاصة وأن الفريق لم ينه مشاركاته الرسمية بعد، وكذلك كثرة طرح هذه القضية ستستغل في الإساءة وتشويه النجاحات الإدارية..
صحيح، اللاعب خالد عزيز هذه المرة بدا يفكر بصوت مسموع، وأبدى رغبته في ترك الفريق والانتقال لفريق آخر، وهذا من حقه، بل وتُحسَب له ولكن بالطرق الاحترافية والنظامية، وليس كما كان يفعل في المرات السابقة عندما كان يقوم بتصرفات غريبة ومريبة حسبت ضد أو كما يتصرف الآن الذي فسر وكأنه استفزاز للإدارة وللجمهور الهلالي لكي يدفعهم لتحقيق مطالبه والسماح له بالانتقال بأسرع وقت ممكن، وبالتالي، يظهر بمظهر البطل الكاسب، خاصة أن ما يقوم به خالد عزيز تعدى مرحلة ظروف خاصة وتخطى مسألة انضباطية لاعب..
لذا على الهلاليين عدم الحساسية من غيابات اللاعب وتحميلها أكبر مما تحتمل، بل عليهم التعامل معها بكل هدوء وترو وتطبيق الأنظمة واللوائح عليه وبعد نهاية الموسم يجلسون مع اللاعب ويستمعون منه ويعرفون بماذا يفكر، بكل صراحة، عندها لهم هم القرار؛ فاللاعب لاعبهم ولهم حق التصرف فيه.. والأهم ألا يستجيب الهلاليون لاستفزازات اللاعب بكثرة الغيابات، وألا يندفعوا مع بعض المقالات التي تصور عدم الانضباطية في الفريق بسبب تصرفات لاعب واحد من أصل 34 لاعبا كلهم يقدمون الدروس في فن الانضباط التكتيكي والأخلاقي داخل الملعب وخارجه ويستغنون عن خالد عزيز لكي يثبتوا انهم كسبوا قضيتهم معه وهم بهذا حققوا له ولمن خلفه أمنياتهم.
الشباب والخطاب الإعلامي
استطاع الشجاع خالد البلطان رئيس نادي الشباب أن يشكل وحده فريقا إعلاميا متكامل ويواجه الهالة الإعلامية الأهلاوية بالحجة والمنطق في الدفاع عن حقوق ناديه وهذا الذي أزعج الكثير منهم وحولوا اختلافهم معه في قضية رياضية إلى خلاف شخصي مستكثرين على الرجل المطالبة بحق ناديه الذي يعتقد انه لم ينصف فيه فنالوا من شخصه ومن كيان الشباب؛ معتقدين أنهم بمثل تلك الأساليب ممكن أن يرضخ لهم ويتنازل عن قضيته من أجلهم.. بصراحة الغريب ليس في تطاول هؤلاء على الأستاذ خالد البلطان أو تقليلهم من قيمة كيان الشباب، بل الغريب والمعيب هو تخاذل وتهاون بعض الإعلاميين الشبابيين واللاعبين السابقين في النادي المتواجدين بكثرة في الإعلام عن الدفاع عن ناديهم وقبولهم بتلك الأساليب التي تقزم من كيانهم الكبير في القنوات أو من خلال المقالات والمداخلات..
صحيح كانت هناك محاولة في إظهار الصوت الشبابي بشكل أكبر من خلال مدير مكتب المدير الإعلامي بالنادي ولكنها لم تكن كافية للرد على تلك الإساءات، وهذا بزعمي ما جعل الخطاب الإعلامي الشبابي يبدو وكأنه ضعيف مقارنة بغيره.
سلمان القريني والـ99 كذبة
اخيراً اكتشف الوسط الرياضي السر الذي جعل الأستاذ الخلوق سلمان القريني محبوباً ومحترماً من الرياضيين وصامداً ضد تيار أعداء النجاح وهو أسلوب (القمع) الذي يمارسه القريني ضد كل من يعمل تحت سلطته أو من يختلف معه!! وبصراحة أحسد الأستاذ سلمان على هذه القدرة الجبارة في ترويض كل القضايا لصالحه باستخدام ذلك السلاح الخطير الذي تم اكتشافه مؤخراً.. هذه الفرية الجديدة هي امتداد لعديد من القصص والأكاذيب التي استخدمها ويمارسها أعداء النجاح في النيل من شخص فرض احترامه على الجميع بمساعدة وتمويل من صاحب الأكاذيب الأول الذي فضحه القريني في مداخله تلفزيونية لم تتجاوز دقائق معدودة بأن 99 % من قصصه وكتاباته وأحاديثه كاذبة وغير صحيحة، وهذا ما دعا ذلك الدعي بأن يحول الموضوع لانتصار شخصي له ويرفض حتى القسم العظيم الذي أقسم به القريني.. صحيح عمل سلمان القريني لا يسلم من الأخطاء ولكن من الظلم تجاوز المتسبب الأول وجعل القريني كبش الفداء لأخطاء الغير؛ فالقريني ليس مسؤولا عن تأخر الرواتب لعدة اشهر ولم يختر المدرب زنقا وأعطاه الصلاحية الكاملة في اختيارات اللاعبين الأجانب والقريني لم يفتعل قضايا مع أعضاء شرف فاعلين وينفرهم من النادي.. بكل بساطة مشكلة سلمان القريني الحقيقية أنه رجل يرفض التدخلات ولا يهتم بما يكتب في المنتديات ولا يقتات على الخلافات مع الآخرين في الأندية الأخرى.
نقاط سريعة:
- منذ الساعات الأولى من انفراد الصحيفة الرائدة الجزيرة باسم مدرب المنتخب الأول البرازيلي ريكاردو قوميز والوسط الرياضي بدء في تقييم مسيرة وتاريخ وعمل المدرب، وهذا خطأ يتكرر في كل تعاقد مع مدرب جديد أننا نعطي تصوراً وحكماً عن نجاح أو فشل المدرب قبل مشاهدة عمله.
- مع احترامي الشديد لبيان لجنة الاحتراف بالاتحاد السعودي انتقال اللاعبين السعوديين الهواة للاحتراف الخارجي وعودتهم لغير أنديتهم الأصلية هذا تلاعب وتجاوز للنظام وهضم لحقوق الأندية وفيه إساءة كبيرة لسمعة الرياضية السعودية حتى وإن جمله البعض بتسميته استغلال ثغرة قانونية.
- سيسجل التاريخ الرياضي أن النادي الأهلي سبق وأن تأهل لدور الأربعة في مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين للابطال بالرغم من خسارته في الملعب ذهاباً واياباً!!.
- في أي قضية نصراوية، النصراويون ليس أمامهم في ضرب الأمثلة إلا الهلال وهذا يثبت حقيقة ان النصراويين يتخذون من الهلاليين قدوة لهم ويتتبعون خطواتهم ويتمنون نجاحاتهم.
- الناقد الحصري لبرنامج الجولة حاول يبرر المطالبات المالية على الإدارات النصراوية بطرح قضية لاعب الهلال سعد الدوسري -رحمه الله- وهي قضية خاسرة لسببين: الأول - أن وقوف الهلاليين مع لاعبهم يعتبر وفاء معه -رحمه الله- وليست حقوقا على الهلال. ثانياً: أن المبالغ المالية خصصت لزوجته وأبنائه وليس لإخوانه الذين أرادوا أن يقاسموا أبناءه التبرعات الهلالية.
سليمان الجعيلان
suliman2002s@windowslive.com