Friday  17/06/2011/2011 Issue 14141

الجمعة 15 رجب 1432  العدد  14141

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

هل العنف هو الكدمات الجسدية التي تترك أثراً واضحاً أم أن هناك مفاهيم عديدة للعنف؟ وهل يمكن أن نستوعب أن يكون هناك نوع من العنف يُسمى: العنف الأسري؟ حيث إن الأسرة كما هو معروف ومتعارف عليه هي الأكثر تماسكاً وحنواً ومن المستغرب أن يقع من أحد أفرادها ظلم وعنف على الأطفال، حيث هم محور العنف الذي سأتناوله في مقالي اليوم.

العنف الأسري برأيي ورأي مختصين في هذا المجال يعد من أشد الأخطار فتكاً بالمجتمعات لأنه ينخر في الأسرة أساس المجتمع ولبنته الأساس وعموده الفقري، وهو لا يشكل خطراً على الطفل الممارس عليه هذا النوع من العنف فقط، بل على أسرته في المستقبل، حيث يمارس هذا الطفل بدوره إذا كبر العنف نفسه على الآخرين.

العنف الحقيقي هو النفسي قبل الجسدي والإهانة اللفظية قبل الضرب، وللعنف النفسي أشكال كثيرة تبدو أكثر جلاءً وقت حدوث الخلافات المتكرّرة بين الزوجين واستمرار علاقتهما رغم ما يمكن أن يحدث من أضرار قد تفوق تلك التي قد تنتج عن الطلاق الذي قد يصاحبه انتقام أحد الزوجين من الآخر ومحاولة الثأر منه متناسياً أو متجاهلاً أن الخاسر الكبير هو الأبناء المتضرر الأساس.

في أوروبا وأمريكا هناك مؤسسات تعتني بالأسرة والطفل وتفرض عقوبات على المتسبب بالتعنيف الأسري سواء الأب أو الأم أو كليهما، قد تكون السجن أو سحب حضانة الطفل منهما ومنحه لعائلة متأهلة لرعايته.

فهل هذه العقوبات موجودة وتطبَّق لدينا في الوطن العربي؟ وهل الطفل العربي يعي حقوقه وقادر على الحصول عليها؟

ما سمعته من د. سعد الوهيبي الرئيس العام للمركز الاستشاري للتدريب القانوني في أحد لقاءاته التلفزيونية حول هذا الموضوع كان ثرياً ودافعاً للكتابة في هذا المجال، حيث أكثر ما يؤلمنا أن نُخرج للحياة والمستقبل أطفالاً مشوّهين نفسياً وعاطفياً، أطفالاً لا يعوا حقوقهم وليست لديهم الجرأة نتيجة الخوف أن يطالبوا بها أو يعيشوا طفولتهم بسلام بعيدين عن أحقاد الكبار وثأرهم الشخصي. وحيث بدأت ظاهرة العنف الأسري تأخذ منحى تصاعدياً في مجتمعاتنا العربية فقد نشط في المملكة العربية السعودية عددٌ من المؤسسات التي من شأنها حماية الطفل من العنف بأشكاله وتثقيف الأسرة بخطورة العنف الأسري، وقد اهتمت الأميرة عادلة بنت عبد الله بن عبد العزيز ببرنامج الأمان الأسري الذي ترأسه الأميرة صيتة بنت عبد العزيز، واعتبرته أنه ثمرة تعاون مشترك مع عدة منظمات وجمعيات تعنى بقضية العنف الأسرى، كما أن جهود البرنامج أثمرت حصول المملكة على الشراكة مع الجمعية الدولية للوقاية من إساءة معاملة وإهمال الطفل.

لا للعنف.. ولا لطفولة معذبة، لأن هذه شريعة ديننا الإسلامي الحنيف، نعم لمجتمع صحي نقي ولطفولة عذبة تؤسس لمستقبل واعد.

من آخر البحر: الوسائد البيضاء التي حملت البارحة رأسينا

في الصباح طارت كالحمامات بأحلامنا..

mysoonabubaker@yahoo.com
 

الأشرعة
العنف الأسري
ميسون أبو بكر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة