أعمال الخير كبيرها وصغيرها تمثّل القيم الإنسانية النبيلة، ولأنّ الأعمال الخيّرة واجبة على كل مسلم، وهي فضيلة من الفضائل التي أمر بها الدين الإسلامي الحنيف، وأمر بها سيد البشرية صلى الله عليه وسلم، الذي دعا أمته إلى نبذ كل الشرور وترسيخ مبادئ الخير والتعاون على البر والتقوى والمحبة، والتلاحم والتآزر والتعاضد بين أبناء الأمة!!
أفإعلاء كلمة الله وإحقاق الحق وإزهاق الباطل هي من القيم التي أوصى أمته بالتمسك بها. وقد اقتدى به كل مسلم غيور، وإذا كانت الأمم والشعوب تفتخر وتتباهى بإنجازات وأعمال البارزين والرموز، فإنّ أمتنا السعودية تفخر وتعتز وتشمخ بكل الخيّرين الذين تعاملوا مع القيم والفضائل ومكارم الأخلاق.. هدفهم الأول والأخير خدمة الإنسانية في كل تعاملاتهم، والإنسان السعودي المجرّد من التنكّر، يعتبر أنّ كل من قدم لدينه ووطنه ومجتمعه من خدمات جليلة، يستحق أن يذكر وأن تذكر مواقفه المشرفة، لأنه يحق لنا أن نسجل بكل اعتزاز كل معاني التقدير والاحترام والوفاء لرجال ونساء سطّروا أروع الأمثلة كرماً وأخلاقاً وعطاءً لا ينقطع.. رغم يقيننا أنّ هؤلاء يصنعون المعروف لوجه الله سبحانه وتعالى، ولكن هذا لا يمنع مجتمعهم أن يعترف بمكانتهم الاجتماعية والإنسانية وتشجيعهم لمواصلة الأعمال الجليلة، وحتى يعرف العالم بأننا لسنا مجتمعاً مادياً لا نلتفت لبعضنا البعض، وهذه نظرة خاطئة لأنّ المجتمع السعودي مليء بالنماذج المضيئة، فهناك من سخّروا مالهم وجاههم ووقتهم لإعتاق الرقاب ودفع الديات، وهناك من يسعون لإصلاح ذات البين، وهناك من يتلمّسون حاجات الناس وتحقيق متطلّباتهم، وهناك من يقومون بمساعدة الفقراء والمعسرين ودفع الإيجار وتسديد الفواتير، وهناك من يقومون بكفالة الأيتام، وهناك من يقومون بمساعدة الشباب على الزواج، وهناك من فتحوا بيوتهم واستراحات لإكرام الضيوف، وهناك من يقوم بالتكفّل في أداء فريضة الحج حتى إنه في هذا العام أعلن عن تكفّله بتأدية ثلاثمائة شخص على حسابه الخاص لفريضة الحج، وهناك عدد من الأخوات الفاضلات جنّدن أنفسهن لمساعدة المعاقين والأرامل والفقراء.
إنّ هؤلاء الأفاضل يعملون كل هذه الأعمال ابتغاء وجه الله وليس لطلب الشهرة والمديح، إنها حقاً أعمال خيّرة وهي كثيرة جداً تضاف إلى مواقف من خدموا الوطن، وسهروا على راحته واستقراره، وضحوا بأرواحهم لحماية حدوده.
إنّ حق الجميع على المجتمع الدعاء لهم اقتداءً بالرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم، نعم إنّ كل مجتمع من المجتمعات يوجد به الخير وبه الشر وأما المجتمع السعودي فأغلبيته من أهل الخير.