|
مؤلف هذا الكتاب أحد المعاقين بصرياً وقد كتب عن تجربة وحرص أن يفيد الآخرين، الكتاب بعنوان (مواقف على طريق العمى صدر عن دار الحضارة للنشر ويقول المؤلف أ. سلمان بن ظافر الشهري: حينما كنت في الصف الرابع أصبح نظري يدلف إلى المغيب ولم يكن أصلا قبل هذا الوقت بأحسن حال أيضا إلا أن المواقف أصبحت في التزايد بتزايد النقص في النظر.
ففي مادة القرآن الكريم أصبحت لا أرى ما هو مكتوب في الصفحة إلا سواداً مهما أدنيت رأسي منه، فما كان مني إلا أخذ مصحف الجامع ذي الحجم الكبير والخط العريض وكنت حين أفتحه وهو على الطاولة يغطي جزءاً كبيراً من طاولتي زميلي اللذين كانا ملاصقين لي.
وكنت أتوه وأنا أبحث عما يقرؤونه وذلك لاختلاف الطبعات والخوف يزداد بي من أن يقول المعلم: أكمل فيدرك عدم متابعتي للقراءة.
وكنت حينما يحين وقت الفسحة ويبدأ التلاميذ يلعبون الكرة كانوا يقذفون بها بعيداً ثم يطلبون مني إحضارها للإيقاع بي في شرك الحرج.
وعن تجربته في الكتابة الصحفية قال أ. سلمان الشهري: استيقظت صباح الخميس من الفجر الباكر لأنتظر موعد فتح المكتبة فأسندت ظهري إلى بابها منتظراً صاحبها بفارغ الصبر وما أن جاء حتى سبقته بالدخول سائلا عن صحيفة (الجزيرة) في عجل فما كان منه إلا أن دفع بها إلى فطلبت منه أن يفتح على صفحة استراحة الخميس وأن ينظر إلى موضوع كشافة النور شموع للتفاؤل والأمل فظل يبحث وقرأ علي الموضوع فاشتريت منه جميع النسخ التي لديه ولو كنت قادراً على شراء جميع أعداد تلك الطبعة لفعلت من الفرح.