ظلت كلمات الأب ترن دوماً فى مسمعه: أجع كلبك... يتبعك.
اتخذها نبراساً يهتدي به فى حياته..
جاد بالقليل لكلب كان يحرسه.. ورآه يلزمه دوماً.. ولا يفارقه...
راق له الأمر.. فاتخذ كلباً ثانياً.. وثالثاً.. حتى صارت الكلاب قطيعاً هائل الحجم...
ظل على سياسته التى ورثها من الأب الحكيم
كان يسر بمرأى عشرات الكلاب تتبعه أينما ذهب..
زاد تقتيره على الكلاب.. وزاد التصاقهم به
لم يلحظ بداية التغيير الذى حدث
حتى كان اليوم المشهود.. حين هجم عليه القطيع بأكمله هجمة واحدة وهو يتلذذ بطعامه الشهي.
لم تشاركه الكلاب الطعام.. بل ولم تلتفت إلى المائدة العامرة.. بل شرعت فى التهامه، وحين أوشك على الهلاك سمع فحيحاً ينبعث من حوله وصوتاً يشبه صوت والده العزيز.
يردد.. نعم.. أجع كلبك... يأكلك.