بَيْن شطآن اللهفة وَأَمْوَاج الأمنيات تكاد تذبل الأنثى من (جفاف) بستان آدم من ورود الكلمة الرقيقة و(خلو) قاموسه من مفردات (الحب) وهمسات (العشق) ومن ألم سنوات (خرساء) تمر دون حرف رقيق أو كلمة ساحرة، فأغلب الرجال عند المرأة ذوو قلوب (صدئة) لا تحمل أعواد ثقاب، ولا يبتسم فيه القمر، ولا يتراقص على جنباتها الأوركيد!ولكلمة أحبك عند الأنثى نكهة (الدهشة) وجنون (الجمال) وصخب (البراءة) وسحر (الرقة)، وستظل المرأة تشتاق لكلمات الحب ومفردات الشوق كما تشتاق أرض الصحاري لقطرات المطر وكما تحن الفراشة للزهر، وأحسب أن استبدال الكثير من الأزواج للغة التعبير عن المشاعر بلغة (الفعل) يضر العلاقة الزوجية ولا ينفعها في الظاهر، ولكن لو كان الأمر موطن اختيار بين التعبير عن الحب بالكلمة أو بالفعل لاخترت الثانية بلا تردد فهي أكثر نفعا وأعمق أثرا، وما تغني الحروف إذا كذبتها الأفعال؟!
رسالة خاصة للأزواج:
ليس بالضرورة أيها الزوج العزيز أن تكون ملهما أو أديبا أو شاعرا أو عازفا حتى تستطيع نثر ورود الحب، ولست مطالبا بأن تخاطب زوجتك بلغة (نزار أو غادة السمان (وأعلم أن أبسط الكلمات يمكن أن تحقق الغرض وتعبر عن المشاعر الصادقة بل وتخترق القلوب بلا استئذان، وأحسب أن الأنثى يكفيها صدق الشعور ورهافة الحس مع كلمات بسيطة معبرة عن الحب كالتعبير بجمل توضح فيها كم أنت محظوظ لأنك ارتبطت بإنسانة يجتمع فيها الجمال والدين والأخلاق والأصل الطيب، بل إن هذا الكلام في تقديري أصدق تعبيرا عن العاطفة من كلمات الغزل المتكلفة قبيل (أحبك يا جنة عمري.. يا بسمة أملي.. يا وردة حياتي) ومن أروع ما قرأت في بساطة التعبير قول ذلك الأعرابي الذي سئل: ما بلغ من حبك لفلانة؟ قال: إني لأذكرها وبيني وبينها عقبة الطائف، فأجد من ذكرها رائحة المسك، أو قول بعضهم وقد قيل له: مابلغ من حبك فلانة؟ قال:
إني أرى الشمس على حيطانها
أحسن منها على حيطان جيرانها!
أو قول نصر ابن حجاج لامرأة:
أحبك حباً لو كان فوقك
لأظلك، ولو كان تحتك لأقلك
همسة للزوجات:
أوصيك أختي الزوجة أن تكوني أنت التغيير الذي تريدينه في زوجك وألا تدخري جهدا في تصدير مهارة (بث المشاعر) له وذلك بالتفنن في التعبير عن مشاعرك بالكلمة الرقيقة واللفتة الحانية والهمسة العذبة وشجعيه وحفزيه على الحديث ما أمكن، واطلبي منه دون خجل أن يقول لك الكلمات الرقيقة بعزة نفس ودون تسول موضحة أنك تطربين لسماع كلمة: (يا قلبي ويا روحي) مثلا من لسانه.. واظهري له مدى السعادة التي تشعرينها.
وأخيرا أيها الزوجان :لا تضيعا الحياة الحلوة والأيام الجميلة في الصلف والاستعلاء والاعتذار بعدم التعود أو ترقب تحرك الشريك فرائد علم النفس الشهير.. نصحنا إن لم نكن نحب فيجب أن نتصرف كما لو كنا نحب!
عطر الحرف:
أنا أحبك. والأقداح. أكتبها
وللعصافير، والأشجار، أحكيها
أنا أحبك. فوق الماء أنقشها
وللعناقيد.. والأقداح.. أسقيها
أنا أحبك. ياسيفاً أسال دمي
ياقصة لستُ ادري.. ما أُسميها
khalids225@hotmail.com