في عالم كرة القدم تختلف طرق اللعب وتنظيم قوى الفريق مع تحديد مواقف وأدوار اللاعبين في الملعب حتى يتمكنوا من القيام بواجباتهم الدفاعية والهجومية بطريقة فعالة يستطيعون من خلالها تقديم نتيجة إيجابية في المباراة، لهذا يبرز دور المحور المنظّم لأداء الفريق بشكل عام، فلا يمكن أن يتجاهل أي مدرب كرة قدم دور لاعب المحور وأهميته في خارطة الفريق، حيث يُعتبر هو العمود الفقري لأي منهج تكتيكي داخل المستطيل الأخضر، ويدرك الجميع بأن هذا المركز لا يشغله إلا لاعب متمكن يجيد تنفيذ الأدوار المهمة للفريق كالتغطية الجيدة والربط بين خطوط الفريق بشكل مميز ولدية القدرة على الالتحامات وكسب الصراعات على الكرة داخل الملعب، وكذلك المقدرة على تطبيق كل ما يطلبه المدرب بحِرفية عالية.
والمتابع الجيد لتاريخ الكرة السعودية يستطيع أن يحدد أبرز النجوم الذين لعبوا هذا الدور داخل المستطيل الأخضر ونجحوا في هذا المركز، وفي تصوري لن تخلوا القائمة بأي حال من الأحول من اسم النجم خالد عزيز.
ربما الشارع الرياضي السعودي يُجرد خالد عزيز من صفة النجومية لعدم التزامه وخروجه عن النص الرياضي الانضباطي في فترات كثيرة من مشواره الرياضي، ولقد ثبت من متابعة ردود فعل جماهير الهلال وأعضاء شرفه بأن ما يُعكر صفوا أفراح الهلال في المواسم الأخيرة وما يُحققونه من إنجازات ما يفعله خالد عزيز من تجاوزات، ولو أمعنا النظر واسترجعنا تاريخ خالد عزيز مع تلك التجاوزات التي بدأت من عام 2005 م إن لم تخني الذاكرة وتحديدا في نهائي كأس الملك إلى هذا الوقت نجدها تجاوزت بمجملها المعقول إلى (اللامعقول)، وقد تكون إدارة الهلال لم تُحسن التصرف في الأمر بالشكل المطلوب، فمن وجهة نظري كان بمقدور إدارة الهلال الاستفادة من بيع عقد اللاعب بطريقة احترافية تُحقق من خلالها مردود مالي ضخم لنجم يملك موهبة في مركز حساس يعتبر في عالم كرة القدم من المراكز التي تُعاني من شح المواهب وندرتها.
يعتبر خالد عزيز محور ارتكاز مثالي لما يملكه من براعة عالية في هذا المركز، يتضح هذا الأمر من خلال قدرته العالية في التغطية الدفاعية و اللياقة البدنية العالية، وأيضا تمريره للكرة داخل الملعب يتسم بالدقة باستثناء التمريرات الطويلة للمهاجمين فهو لا يُجيدها وهي نقطة ضعف في لاعب المحور إن وجدت، جميعها مميزات تجعل خالد عزيز مكسباً لأي نادٍ يفكر في ضمه لصفوفه.
أندية كثيرة تعاني من ضعف واضح في مركز المحور لهذا سيسهل على إدارة الهلال تسويق عقد اللاعب إما داخليا أو خارجياً. إن تحقق هذا الأمر فالفائدة ستعود للطرفين سيستفيد الهلال ماديا وربما بعد التغيير يعود خالد عزيز لسابق عهده، في تصوري يعتبر خالد عزيز مكسب حقيقي لأي نادٍ يخوض فيه تجربة احترافية جديدة.
من الأشياء التي قد تُعيد الموازنة لحياة أي إنسان هو التغيير وربما شعر خالد عزيز بهذا الأمر وعبّر عنه بطريقة غير مناسبة وسلك الطريق الغير صحيح، فالهلال من حقه المحافظة على نجمه واللاعب من حقه البحث عن مصلحته وحتى تتحقق الفائدة للطرفين يجب على إدارة الهلال تسويق عقده وفق مصلحتها والبحث عن بديل يفيد الفريق خصوصا وأن الهلال كما تناقلت بعض الصحف قد وافق على انتقال الروماني رادوي للعين الإماراتي وهذه نقطه مهمة تفرض على إدارة الهلال البحث عن بديل لخالد عزيز ففي الموسم القادم قد يُحرج إدارة النادي إذا ما استمر مع الفريق عندما يتكرر غيابه ويصُعب وقتها تعويض هذا الغياب.في ضوء ما سبق قد أجد نفسي منساقا إلى ضرورة منح خالد عزيز فرصة احترافية جديدة ولكن في مكان آخر وأتمنى أن تتاح له الفرصة.
سلطان الزايدي
Zaidi161@hotmail.com