|
الجزيرة – ماجد إبراهيم :
اتفق عدد من المشاركين في برنامج «مبادر» لدعم المشاريع الناشئة الذي أطلقته لجنة شباب الأعمال بغرفة الرياض مؤخراً، وانتهت مرحلته الأولى الأسبوع المنصرم، على مضيّهم في إنشاء مشاريعهم حتى ولو لم يحصلوا على الجائزة التي رصدها البرنامج للمشاريع الفائزة، وعبّر المبادرون لـ»الجزيرة» عن سعادتهم بالتجربة باعتبارها الأولى من نوعها بالنسبة لهم، مؤكدين على استفادتهم من ملاحظات لجنة التحكيم وتصويت الجمهور على مشاريعهم. وتصف أماني العجلان (29) سنة إحدى المبادرات مشروعها بأنه عبارة عن تصميم سلسلة ألعاب إلكترونية تعلِّم الأطفال كيفية التعامل مع اللمسات غير المرغوبة وطرق مواجهتهم لمحاولات التحرش، موضحة أنها لم تكن تتوقع ردة الفعل الإيجابية من لجنة التحكيم والحضور لأنهم (بحسب توقعها) يبحثون عن الفكرة التجارية البحتة، بينما ترتكز فكرتها في مجملها على الجانب التوعوي للأطفال وذويهم في المقام الأول، ومن ثم تحقيق الأرباح من خلال استغلال شغف الأطفال بالألعاب الإلكترونية فيما يساعدهم على حماية أنفسهم، مشدِّدة على أنها ستواصل إنشاء مشروعها عبر فريق سعودي من الشبّان المتخصصين في برمجة الألعاب الإلكترونية ومن ثم تسويقها عبر المتاجر الإلكترونية على شبكة الإنترنت، وتوضح العجلان أن أكثر ما يقف عائقاً أمام مشروعها هو التكلفة المادية المرتفعة والتي تبلغ نحو 100 ألف ريال لتصميم اللعبة الواحدة، لكنها أبدت تفاؤلها بإيجاد المستثمر الذي سيقوم بتمويل المشروع قريباً، ولفتت العجلان إلى أن من أكثر المشاريع التي أبهرتها هو مشروع تسويق التمور على الدول الأوروبية الذي قدمه المبادر مهند التركي، والذي تحدث بدوره لـ»الجزيرة» عن استفادته الكبيرة من تعليقات لجنة التحكيم التي أضافت صورة أوضح لفكرة المشروع، وقال التركي الذي حصل على أعلى نسبة تقييم من لجنة التحكيم والجمهور الحاضر بلغت 96% أنّه ماضٍ في تنفيذ مشروعه رغم العائق الذي قد يقف في وجه مشروعه والمتمثِّل في الاشتراطات المتشددة بالسوق الأوروبية على استيراد الأغذية، مبدياً تفاؤله بإيجاد المستثمر الذي يقوم بتمويل مشروعه في أقرب فرصة، وقال التركي إنّه ترك عمله كمهندس عمليات ومشاريع في شركة أرامكو للتفرغ لهذا المشروع.
من جهته عبَّرالمبادر عبدالمجيد الحميدي (20) سنة والذي قدم مشروعه المتمثِّل في توفير مكائن آلية لصنع القهوة في شوارع المدن السعودية عن استفادته البالغة من ملاحظات لجنة التحكيم على مشروعه رغم أنّها أثرَّت على معنوياته تجاه المشروع، مؤكداً في الوقت ذاته على احترافية اللجنة، والتي أكدت في ملاحظاتها على أهمية تبسيط فكرة المشروع لزيادة إمكانية تنفيذه بشكل أكبر، ويقول المبادر عبدالعزيز السالم: إن البساطة هي محور مشروعه المتمثِّل في تأجير الكتب الدراسية على طلاب الجامعات، بأسعار رمزية توفِّر عليهم المبالغ الكبيرة التي يدفعونها لشراء هذه الكتب، مؤكدا أن مشروعه يعتبرُ من أسهل المشاريع في مسألة التنفيذ، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن مشروع تأجير الكتب لا يتعارض أبداً مع الحقوق الفكرية للمؤلفين، فما ينطبق على تأجير الأفلام ينطبق على تأجير الكتب، لكنه في الوقت ذاته أبدى خشيته من عدم تعاون الجامعات معه، لأنه سيكون منافساً لها في الاستفادة من ريع بعض الكتب التي تصدرها، مؤكداً في نهاية حديثه على أن القاعدة التي بنى عليها مشروعه هي احترام المستهلك بتقديم خدمة نفعية له مقابل أسعار رمزية، ستضاعف أرباحه كلما انتشر المشروع في أروقة الجامعات من خلال أكشاك خاصة سيقوم بتأجيرها لتنفيذ مشروعه.
وعلى صعيد متصل تباينت آراء عضوين بلجنة التحكيم التي قامت بتقييم المشاريع في اليوم الثالث من المرحلة الأولى للبرنامج، حيث رأى خالد بن سليمان الراجحي في حديثه لـ»الجزيرة» أن من أهم مزايا برنامج «مبادر» هو عدم غربلة المشاريع المقدمة بشكل كبير، ما أتاح فرصة المشاركة للجميع بالتساوي، فيما يرى عضو لجنة التحكيم عبدالله بن أحمد الدويش، أنه يجب على إدارة البرنامج فرض معايير أكثر دقة في الدورات القادمة لقبول المشاريع المقدمة، بحيث لا ينجرف بعض الشباب المتحمِّس إلى فكرة المشاركة وهو لا يملك المقومات الكافية التي يتطلبها الدخول إلى سوق العمل، وشدّد الدويش على أن حجم المشاريع القابلة للتنفيذ من قبل المبادرين يبدو جيداً قياساً بأنها الدورة الأولى التي يقام فيها البرنامج، مشيراً إلى أنه يجب على بعض المبادرين الآخرين البحث عن أفكار جديدة لمشاريع أخرى بسبب صعوبة تنفيذ المشاريع التي تقدموا بها، مؤكداً في الوقت ذاته على أن التصويت الذي تم على المشاريع من قبل لجنة التحكيم والجمهور، ليس دلالة قطعية على نجاح المشروع المقدم من عدمه، لأنّ هناك بعض المشاريع التي حصلت على نسب تصويت متدنية قد تنجح بشكل كبير فيما لو نُفِّذت بشكل احترافي على العكس من بعض المشاريع التي حصلت على نسب تصويت عالية لكنها تواجه تحديات كبيرة في تنفيذها.
وأشار الدويش إلى أن من أهم المشاريع التي لفتت نظره هو مشروع تسويق التمور الذي تقدم به المبادر مهند التركي، ومشروع إنشاء محل متخصص في العناية بالأظافر قدمته المبادرة سناء السعيد ( 26 ) سنة رغم حصوله على 36 % من تصويت الجمهور ولجنة التحكيم، فيما فضّل الراجحي عدم التصريح عن أهم المشاريع التي لفتت نظره، لأنه ينتظر الفرز النهائي الذي ستقوم به لجنة الفرز للمشاريع المتأهلة للمرحلة الثانية، وقال الراجحي ردًّا على «الجزيرة» حول إمكانية استثماره في أحد المشاريع المقدمة بعد انتهاء البرنامج، أنه حضر إلى البرنامج بصفته كمقيِّم فقط دون أية دوافع استثمارية.
من جهتها أكدت عضو لجنة التحكيم هند الزاهد على أن المبادرين قد استفادوا بمجرد مشاركتهم، من خلال الملاحظات التي أبدتها لجنة التحكيم وتمكنهم بشكل أكثر من رائع من مواجهة الجمهور وعرض مشاريعهم على المختصين والمستهلكين في آن واحد، مشيرة إلى أن مشروع الألعاب الإلكترونية التعليمية للأطفال الذي قدمته المبادرة أماني العجلان كان أكثر المشاريع التي لفتتها، بالإضافة إلى مشروع مكائن القهوة الذي تقدم به المبادر عبدالمجيد الحميدي لتميّز أفكارهما رغم صعوبة تنفيذها، مبديةً سعادتها بالمشاركة في مثل هذه البرامج التي ترى بأنها تساهم في تغيير ثقافة المجتمع من مجتمع استهلاكي إلى مجتمع مستثمر.
وحول تخوف بعض المبادرين من سرقة أفكارهم قال رئيس البرنامج علي العثيم لـ»الجزيرة»: إن أفكار المشاريع المقدمة من جميع المشاركين في المسابقة لا تخضع لحقوق الملكية الفكرية، وهذا واضح ومعلن للجميع ومشار إليه ضمن شروط وأحكام المسابقة الموضحة تفصيلاً في استمارة المشاركة التي قام المشاركون بتعبئتها قبل مشاركتهم، وعن شكاوى بعض الطلاب الذين رغبوا بالمشاركة لكن تعارض وقت المسابقة مع امتحاناتهم النهائية حال دون ذلك، قال العثيم: إننا نقدر تماماً ذلك ولكن حسب الاستقصاء الذي قمنا به، يفترض أن يكون طلاب التعليم العالي قد انتهوا من اختباراتهم أو تبقى عليهم مادّة أو مادتين خلال ما تبقى من أسبوع المسابقة، ومراعاة لذلك قمنا بتوزيع المتسابقين على ثلاثة أيام متتالية يختار منها المبادر اليوم الذي يناسبه، كما تم اعتماد فتح مجموعة ثانية سيبدأ التسجيل بها قريباً بإذن الله لمن لديهم الرغبة بالمشاركة ولم يحالفهم الحظ لأي سبب كان وختم العثيم تصريحه لـ»الجزيرة» بأنه سيتم الإعلان عن الفائزين في المرحلة الأولى منتصف هذا الأسبوع، بحسب إفادة اللجنة التي تولت عملية فرز المشاريع المقدمة.