|
جدة - فيصل المران
تحت رعاية أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، وتشريف معالي رئيس مجلس القضاء الأعلى الشيخ الدكتور صالح بن حميد, أقام المستودع الخيري بجدة حفله السنوي لهذا العام 1432هـ، بحضور عدد كبير من المشايخ والدعاة ورجال الأعمال. وتم خلال الحفل استعراض أهم مشاريع وإنجازات المستودع لهذا العام، كما شهد الحفل تكريماً للجهات الداعمة لبرامج المستودع كافة، ورجال الأعمال والإعلام، وكان هناك تكريم خاص للمتطوعين كافة المشاركين في الأعمال الإغاثية للمتضررين من أمطار جدة الأخيرة.هذا، وقد أكد رئيس مجلس القضاء الأعلى الشيخ الدكتور صالح بن حميد أن نجاح العمل الخيري يُعَدّ مقياساً وتقويماً لمستوى عيش الأمم والأفراد والدول، وعاملاً من عوامل التوازن والتكامل ما بين الأغنياء والفقراء، ومظهراً من مظاهر الانسجام بين القطاعات الثلاثة الحكومي ورجال الأعمال والخبرة. وأشار إلى أن العمل الخيري صمام أمان، واعتبره الأمن الوقائي في المجتمعات وبين الدول؛ لأنه يساعد على تقليص الجريمة ونزع مخالب الشح. وبيّن أن ثماره تعم الجميع (القاصي والداني)، ويتحقق به التوازن السياسي والاقتصادي والاجتماعي وكبح جماح طغيان قطاع على قطاع.
ممتدحاً العاملين في القطاع الخيري، واعتبرهم سفراء شرفاء، يحملون الإخلاص والحب من دولهم ومواطنيهم، وعمل الخير ينطلق من أفئدتهم قبل أن توزعه أيديهم. وأضاف: «القائمون على الأعمال الخيرية قد تجاوزوا مصالحهم الذاتية، وعاشوا لغيرهم، بل عاشوا للفقراء والمحتاجين واليتامى والأرامل وأُسَر الشهداء، وتفانوا وضحوا وبذلوا في سبيل تحقيق المصالح العامة».واعتبر ابن حميد أن المستودع الخيري يُعتبر من منابع الخير في بلادنا المباركة، وقد قدم ثماراً كثيرة في عمل الخير وسد حاجة الفقراء والمساكين والمعوزين، وبلادنا واسعة المساحة مترامية الأطراف، ووجود هذه المستودعات يسهم في دراسة وضع الفقراء، ويرسم الخطوط لسد الحاجات، مع ملاحظة الجودة وحفظ مكانة المحتاجين وكرامتهم، وهذا يبرز الجهود التي تقوم بها هذه المستودعات في هذا البلد المعطاء. من جانبه عبَّر الشيخ عبد الله العثيم، عضو محكمة الاستئناف بمنطقة مكة المكرمة رئيس مجلس إدارة المستودع, عن سعادته بتدشين مشروعَيْن من المشاريع الرائدة، التي سيستفيد منها أبناء الوطن، وشكر صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة على تدشينه المشاريع من مكتبه ودعمه الدائم للمستودع الخيري.وتذكَّر العثيم خلال كلمته المؤسس الأول للمستودع الخيري بجدة صاحب السمو الملكي الأمير عبد المجيد بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله - الرئيس الفخري للجمعية قائلاً: «افتقدنا الرجل المؤسس بجسده، ولم نفتقده بآثاره وبذله».مؤكداً أن المستودع الخيري قد استطاع خلال السنوات السابقة أن يُفعّل التقنية في تنفيذ مشاريعه التي تهدف إلى مساعدة آلاف الأُسَر والأفراد. وأشار إلى إعداد عدد من المشاريع التي تهدف إلى خدمة المجتمع خلال الفترة المقبلة، حيثُ قَفَزَ عددُ المستفيدينَ من برامج المستودع حتى الآنَ من ستة آلافِ أسرة مستفيدة إلى تسعة آلافِ أسرة مستفيدةٍ.
وفي السياق نفسه بيّن الشيخ فيصل الحميد المدير التنفيذي للمستودع الخيري بجدة أنهم يسعون لاستراتيجية عامة لتحقيق هدف السعودة، من خلال وضع تنظيمات جاذبة ومحفزة وتنفيذ برامج التأمينات الاجتماعية؛ لتحقيق الاستقرار للكوادر الوطنية في بيئة العمل.مشيراً إلى أن ما تم تحقيقه من إنجازات في الفترة الماضية ما هو إلا جزء من الاستراتيجيات التي يسعون إلى تحقيقها، والتي يهدف من خلالها القائمون على المستودع إلى الحفاظ على موقع الريادة، والحرص الدؤوب على تجويد أداء العمل الخيري والإغاثي، بما يعود بالنفع والفائدة على المستحقين والمستهدفين من برامج المستودع.
هذا، وتجدر الإشارة إلى أن عمل المستودع الخيري بمحافظة جدة لا ينحصر في مجرد تقديم المساعدات المقطوعة أو الآنية للفقراء والمحتاجين فقط، بل إنه ومن خلال تكفله برعاية آلاف الأُسَر الفقيرة يُقدّم منظومة متكاملة من الأدوار والمشاريع المترابطة وعدداً من البرامج الخيرية، من أبرزها برنامج البطاقات التموينية التي يُصرف بموجبها مشتريات شهرية، من أحد المراكز التموينية الكبيرة، وبرنامج كساء الذي يقدم الملبوسات من خلال صالات عرض خاصة ومجهَّزة لاستقبال المستفيدين، وبرنامج أثاث الذي يتم من خلاله استقبال وإعادة تدوير الأثاث المستعمل لصالح الأُسَر الفقيرة، وبرامج التأهيل والتدريب لأبناء الأسر المستفيدة، إضافة إلى العديد من البرامج النوعية المميزة.