قصة طريفة ونادرة «وقعت» هذا الأسبوع في مطار القاهرة الدولي لمزور «حظه عاثر» إذ حاول المغادرة «بجواز سفر مزور» إلى تركيا وعند محاولته إنهاء «إجراءات السفر» في المطار صادف أن ضابط الجوازات الذي يقف أمامه «بلديات» صاحب الجواز الأصلي ويعرفه شخصياً!!
«يا لهوي ..وقع وما حدش سمى عليه» فما كان من ضابط الجوازات إلا أن قبض على المحتال واقتاده لغرفة التحقيق وواجهه بحقيقة أن «صاحب الجواز الأصلي» قريبه وإن كانت الصورة غير مطابقة!!
المزور اعترف فوراً بأنه دفع «7000 دولار» مقابل الحصول على جواز للسفر للعمل في تركيا. تذكرت فوراً قصة تروى لشاب يستورد من إحدى الدول الأوروبية ماركة «جزم رجالية» أكرمكم الله ويكاد يشتهر بهذه الماركة على مستوى الخليج وكان يحاول دوما تدبر أموره مع الشركة الأوروبية لتخفيض السعر أو منحه امتيازات ولكن لا يُنظر لطلبه.
وصادف في إحدى المرات وبينما هو في الصين لشراء إكسسوارات «لتجارته البسيطة» أن تفاجأ بعرض ذات «الجزمة التي يستوردها» في أحد المعارض فتمعن فيها جيدا وبدأ يقلبها ويقارن بينها وبين تلك التي يبيعها فوجد تطابقاً كبيراً وفرقاً مهولاً في السعر؟! واعتقد بداية الأمر أنها مزورة!!..
وقرر زيارة المصنع المُنتج في أحد أقاليم الصين واكتشف أنه «المزود والمُصنع الحقيقي» للماركة الشهيرة ومن ضمن زبائنه «المصنع المزور» بالدولة الأوروبية والذي يضع اسمه فقط على المنتج الصيني وبعض «اللزقات والتحسينات» ثم يفرض سعرًا عاليًا ويحوله لأسواقنا على أنه منتج أوروبي!! قرر صاحبنا إلغاء «الطلبيات السابقة» من المصنع الأوروبي «المزور» وبدأ في التعاقد مباشرة مع المصنع الصيني الحقيقي رغم استجابة المصنع الأوروبي لتخفيض السعر ولكن حال صاحبنا يقول الحظ ولا الدبره!! وأصبح يبيع المنتج الجديد باسم بلده الحقيقي وبسعر مرضٍ وعائد مجزٍ» بفضل حظه الحسن «في اكتشاف التزوير» بعكس الحظ العاثر لصاحب الجواز المزور.
هنا يتبين أن الحظ بالفعل أقوى من الدبرة أحيانا!! وهو ما ينطبق علينا مع الأسف عند تسوقنا ومحاولة معرفة المُنتج الجيد في أسواقنا من المُنتج الرديء بسبب غياب وقلة دبرة ومراقبة الجهات المعنية بالغش التجاري!! فأنت وحظك مع أي ماركة بغض النظر عن اسمها وبلد منشئها ومستوردها!! فإن صلحت وكانت أصلية فهذا المنتظر وإن كانت مزورة فأنت وحظك إما أن تُعاد لك نقودك وإلا.. لا تنتظر دبرة من أحد!!
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.net